عاجل/ تطورات جديدة في قضية وديع الجرئ..    Ooredoo تونس تطلق برنامجها الصيفي "Activi صيفك" وتكشف عن مجموعة من العروض والخدمات الجديدة    هبة من فرنسا: نقل تونس تتسلّم 85 حافلة معدّلة    وزيرة التضامن والشؤون الاجتماعية البورنديّة تؤكد الحرص على استثمار فرص التعاون مع تونس في مجالات الإدماج الاقتصادي للمرأة    قفصة: تقديرات بإنتاج 63 ألف طن من الطماطم الفصلية المعدة للتحويل    الكاف: تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة وتجميع أكثر من 650 ألف قنطار من الحبوب    تونس وفرنسا توقعان مذكرة تفاهم في قطاع الطيران    زيادة ب20 % في أسعار "ديار الخلاعة" والنزل..    ترامب في أغنية: ''أخبر المرشد الأعلى...سنضعك في صندوق!''    جريمة مروعة: مقتل طفلين على يد والدهما..وهذه التفاصيل..    للتونسيين : كل ما تريد معرفته عن هلال ''راس العام العربي ''    "مرتزقة اسرائيليين" ايران تقبض على أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس    الممثل المصري عماد محرم في ذمّة الله    النادي الافريقي: الاربعاء انطلاق التحضيرات دون حضور الجمهور تحت قيادة المدرب محمد الساحلي    زاخاروفا: الإعلام الغربي يخفي سابقة تاريخية تجسدت في أول هجوم على مواقع نووية    أوكرانيا "تسحب" ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    صيف 2025: التونسي يخلّص 6 ملاين في 5 أيام في نزل – كابوس للجيب!    بطولة فرنسا: انزال نادي ليون الى الدرجة الثانية    جربة جرجيس تتربع على عرش السياحة في تونس وتستقبل ملايين الزوار    حادثة مأساوية.. وفاة مؤثرة برازيلية بعد سقوطها في فوهة بركان نشط بإندونسيا    ترامب يحذر إيران من ضربة جديدة    ما هو التقويم الهجري وكيف تم إقراره؟    تحذير هام لمحبي القطط..    الترجي رابع فريق عربي يودع مونديال الأندية    لمن فاته اللقاء: كل ما حدث في مباراة الترجي وتشيلسي بكأس العالم للأندية 2025    للتونسيين : ميساج ب150 مليم يوريك شنوة عليك للقباضة!    من المنتظر إرسال ''SMS'' الكونترول في هذا الموعد للإعلان عن النتائج    دليل الطالب: خطوات التوجيه الجامعي في تونس مع أهم الروابط الرسمية!    عاجل/ انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط..    تطورات جديدة في قضية منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    صورة لعبلة كامل تثير تفاعلاً واسعًا على ''تيك توك''    موكب رفع العلم بالقصبة احتفالا بالذكرى ال69 لانبعاث الجيش الوطني    عاجل/ من سجن بلّي: جوهر بن مبارك يوجه هذه الرسالة..    سانتوس يحسم مصير لاعبه نيمار    الإنسولين المستنشق يحقق نتائج جيدة للأطفال...    عاجل: تحذير صحي من طرق تحضير القهوة الشائعة التي قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان    المغرب.. نزاع على "الزعتر" ينتهي بجريمة مروعة    المنستير: هيئة السلامة الغذائية تدعو المواطنين لعدم شراء أسماك من خارج المحلات المراقبة    كأس العالم للأندية: هذا المبلغ الذي حصل عليه الأهلي المصري والترجي الرياضي    تصويت في مجلس النواب على تحرك لعزل ترامب: 344 مقابل 79    طقس الأربعاء: شهيلي والحرارة تتراوح بين 36 و42 درجة    عاجل: تحذير من التهاب دماغي قاتل بعد تلقي أحد لقاحات كورونا    رئيس الجمهورية يشرف على حفل تخرّج الدفعة الخامسة والخمسين للأكاديميات العسكرية الثلاثة بفندق الجديد    كأس العالم للأندية: تقييم لاعبي الترجي الرياضي في مواجهة تشيلسي الإنقليزي    كأس العالم للأندية: تشيلسي الإنقليزي ينهي الشوط الأول متقدما على الترجي الرياضي    نابل: استعدادا للاحتفال برأس السنة الهجرية .. نابل تتزيّن ب«عرائس السكّر»    في افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون .. فلسطين تحلق في سماء قرطاج    علامات خفية للجلطة الدماغية الدقيقة    للمتفوقين في الباكالوريا.. التوجيه الجامعي من 3 إلى 6 جويلية…    الليلة: السماء قليلة السّحب والبحر هادئ    افتتاح معرض "الأسبو" للتكنولوجيا والتجهيزات وسوق البرامج على هامش الدورة 25 لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية    بدّل طريقة تفكيرك.. تتبدّل حياتك! كيفاش يكون التفكير الإيجابي سرّ نجاحك؟    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الإعلامي وليد التليلي    عطلة بيوم بمناسبة رأس السنة الهجرية    غدا.. تحرّي هلال شهر محرم…    تونس جمعت قرابة 7ر5 مليون قنطار من الحبوب الى غاية يوم 22 جوان 2025    نوفل الورتاني يغادر ديوان أف أم ويعود إلى موزاييك أف أم مديرًا للبرمجة    أولا وأخيرا: «باي باي» أيها العرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في موسم الحج : الأقصى يستغيث بقلم الأستاذ الناجي بوقدر
نشر في صحفيو صفاقس يوم 18 - 09 - 2015

الحج عبادة شرّعها لنا الله عز وجل ، فقال سبحانه :(وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) ، وقال عز وجل : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج27) فماذا يعني جَمْعُ وفود من أمة الإسلام عامة على اختلاف ألسنتهم و ألوانهم وأجناسهم في مكان واحد ، وفي وقت واحد … تلك الوفود غنيها وفقيرها حاكمها ومحكومها بزي واحد يتخلى فيه الجميع عن جميل وغالي الثياب والعطور ويلبسون إزاراً ورداءً ؟.
الجواب يختصره قول الله تعالى : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) (الأنبياء92)…
فإذا كانت أمة المسلمين واحدة ، وعبادتهم واحدة ، وربهم واحد ، فلماذا التشرذم والتفرق في أمة هي خير أمة أخرجت للناس؟.
و في الحج درس عملي ، يقول لنا ربنا من خلاله : من مكة المكرمة ، من البلد الحرام ، من قلب أمتكم ، من هنا تتوحد أمتكم ، من هنا تجتمع كلمتكم …
يؤكد الحج حقيقة الأمة ، بأنها واحدة … فهو شاهد على وحدة المسلمين، وأنهم يجب أن يعيدوا لحمتهم ، ليعودوا جماعة متماسكة قوية … هذا هو الحج ، وهذه أهميته ، وهذا هو المطلوب فعله من خلاله ، فهل نحن فاعلون؟.
وقد كانت للغرب المصلحة الأولى في تجزئة المسلمين، وإبعادهم عن دينهم … وتوزيعهم على عدد من الدول ، بدل أن يكونوا مجتمعين يشكّلون ربع سكان العالم تقريباً …
وهذه التجزئة التي تعاني منها الأمة الإسلامية جمعاء، لا يخلصها منها إلا الإسلام … الإسلام هو الذي يجمع المسلمين ويلم شعثهم ويقضي على تفرقهم : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً). (آل عمران 103)
إن وحدة الأمة الإسلامية فرضها الشرع على المسلمين… وفرض أن تكون قائمة على الإسلام فقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (آل عمران 103)
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينُه اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسُه اشتكى كلُّه» (رواه مسلم)،
فالأمة الإسلامية، رُغْمَ كل ما حل بها، فإن عوامل وحدتها أقوى من عوامل فرقتها … فالمسلمون كلهم يتوقون إلى وحدة الأمة، وإلى عز الإسلام والمسلمين، وإلى تحرير المسجد الأقصى وفلسطين وسائر بلاد المسلمين … مشاعر المسلمين متّحدة في كل أنحاء العالم تجاه ما يجري للمسلمين في فلسطين وسوريا وغيرها… وأقول مشاعرهم ولا أقول أعمالهم، لأنهم يملكون مشاعرهم وأحاسيسهم ، ولكنهم لا يملكون قوتهم وإرادتهم ، فهذه مسلوبة وهي بأيدي حكامهم …
وإِنَّهُ لَمِمَّا يُؤسفُ كُلَّ مُسلمٍ وَيُحزِنهُ ، مَا يقَعُ لإِخوانِنَا المُستَضعفِينَ في فلسطين مِنِ ابتِلاءٍ، وَمَا يُصِيبُهم مِن مِحَنٍ وَفِتَنٍ … يا الله … في موسم الحج المبارك ، الأقصى يحترق‬ …
قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت المصلّى القبلي للمسجد الأقصى ووصلت عند المنبر … وأكد حراس المسجد أنها قامت ب"قصّ" النوافذ الحديدية في المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك، كي تتمكن من إطلاق النار من خلاله على المعتكفين والمرابطين العزل بداخله… قوة كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى، يقدر عددها بما يزيد عن 250 جنديا "إسرائيليا" من القوات الخاصة ، قامت بإطلاق كثيف للقنابل الصوتية والحارقة وقنابل الغاز المسيل للدموع …
ويحصل هذا بسبب مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى … وهو مشروع يهدف إلى تقسيم المسجد المبارك بين المسلمين واليهود … فالمرحلة الأولى وهي التقسيم الزماني، تقضي باقتسام ساعات وأيام الأسبوع والسنة… فيكون لليهود أيام خاصة لهم وحدهم داخل الأقصى خلال أعيادهم، ويكون لهم أوقات طوال أيام الأسبوع خاصة بهم، أبرزها كل يوم صباحاً من الساعة 7:30 حتى الساعة 11:00، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى الساعة 2:30
أما التقسيم المكاني: فهي خطوة ثانية تهدف لاقتطاع مساحات خاصة باليهود داخل المسجد الأقصى … تمهيداً لاقتطاع مساحات تصبح أشبه بكنيس توراتي داخله…وقد أطلق نشطاء فلسطينيون حملة بعنوان لن يقسّم، وذلك من أجل التصدي لهذه العملية ، عملية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك …
يحصل كل هذا ولا نسمع إلا الاستنكار والتنديد … دون أي تحرك فعلي …
ونسمع أن "مجلس الأمن الدولي" يناقش مشروع بيان عربي ينص على دعوة جميع الأطراف إلى وقف التحريض وأعمال العنف ، وإلى الاحترام التام للقانون الدولي.
هذا بدل أن يفكروا بتحير الأقصى وتخليصه من أسره …
إن الأقصى يستصرخ أحفاد الفاروق وصلاح الدين … المسجد الأقصى يستغيث فهل من مغيث؟!
إن الأقصى يستغيث بعد أن خذله حكام المسلمين بإبقائه مُغتصَباً طوال أكثر من ستة عقود.
إن الأقصى يستغيث بعد أن غدر به الغادرون بتوقيع معاهدات السلام في كامب ديفيد، وأوسلو ومعاهدة وادي عربة وما لحقها من اتفاقيات …
إنه المسجد الأقصى مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم … إنه بيت الله، ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين … والمساس به كالمساس بالمسجد الحرام ، وكالمساس بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم …


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.