في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد خاصة محاولة اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي رضا شرف الدين الذي يعرفه غالب أفراد الشعب التونسي بوصفه رئيس النجم الرياضي الساحلي و لم يكتشف أنه أحد القياديين في نداء تونس إلا بعد الحادثة و نجاته من الموت بأعجوبة. و بعد التصريحات النارية "للإعلامي الشهير" معز بن غربية الذي أقام الدنيا و لم يقعدها بسبب هربه إلى سويسرا و ادعائه أنه يمتلك حقائق كبرى من شأنها أن تحل لغز مقتل السياسيين في تونس و العمليات الإرهابية بصفة عامة. أصبح حديث الناس هذه الأيام في البيوت و المقاهي و في كل مكان يتمحور حول حقيقة و ماهية الإرهاب في تونس؟ الإرهاب هذا المصطلح المخيف المرعب أطلقه الغرب و يقصد به الإسلام المتطرف و أصحاب اللحي و القاعدة و فيما بعد الدواعش و الذين يتبنون الفكر التكفيري فيستحلون دماء من يخالفهم الرأي و من يقف في طريق تبليغ الدعوة الإسلامية كما يرونها و من وجهة النظر التي يقتنعون بها تمام الاقتناع إلى حد التطرف الأعمى و نسوا أن ديننا الحنيف هو دين التعايش و التسامح بين كل جنس البشر. و حتى وقت قريب كانت العمليات الإرهابية التي تقع في بلادنا تنسب بصفة آلية إلى الجماعات الإسلامية التكفيرية المتطرفة و أصحاب اللحي الطويلة و تتجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الإسلام السياسي و خاصة حركة النهضة . و في المدة الأخيرة و في السنوات القليلة الماضية أصبحنا نسمع عن لوبيات إجرامية خطيرة و يبدو أن مافيا المال و السياسة بدأ ينكشف حالها و طالتها الاتهامات و الشكوك في ظل التكالب على السلطة في بلد مازال يبحث عن الخطوات الأولى في طريق الديمقراطية بعد ثورة تكلفت غاليا لشعب عانى الأمرين من الاحتلال و من أنظمة ديكتاتورية لمدة عقود طويلة من الزمن. و السؤال المطروح حاليا و اللغز الذي يبحث عن حل -في ظل عجز أجهزة الدولة عن الوصول إلى الحقيقة و مصارحة الشعب بما يجري في بلاده من عمليات إرهابية و محاولات اغتيال على طريقة الأفلام البوليسية و الأحداث التي لم نألفها- هو ما حقيقة الإرهاب في تونس هذا البلد المسالم الذي عرف أهله منذ القدم بطيبتهم و سماحتهم و سلمهم الاجتماعي؟ ماذا يجري و ما حقيقة مافيا السياسة و المال التي أصبحنا نسمع عنها و ما هذه العصابات التي تستحل دماء الأبرياء و تستهدف رجال السياسة و الأعمال و الإعلام و ما غايتهم من ذلك؟ عديدة هي الأسئلة التي أصبحت عبارة عن ألغاز في ذهن المواطن التونسي.