من الواضح الآن أن قيس سعيد يركز قصفه المدفعي على القضاء والقضاة، بعدما اختطف السلطة التنفيذية والتشريعية بضروب من التحيل والخداع. فالرجل على قناعة تامة الآن بأنه لا يستطيع التقدم كثيرا في تنزيل مشروعه الخاص المتمركز حول نفسه أولا وآخرا، من دون تطويع المؤسسة القضائية لضرب خصومه بقوة "القانون"، ثم إعادة تشكيل المشهد السياسي على النحو الذي يرغب فيه. ما يريده قيس سعيد الآن هو تمهيد الارضية لضمان الفوز في المحطات الانتخابية القادمة عبر فرض أمر واقع جديد واستخدام الدولة والقضاء وتوظيف القوانين وبلطجة المشايعين والأنصار وكل شيء. قيس سعيد ليس معنيا الان لا باقتصاد ولا تنمية ولا هم يحزنون ، بل كل ما يريده هو استعجال معركة السلطة وتأبيد الاستحواذ على الحكم بعد ان يجرف الساحة من كل القامات السياسية ، وكل المنافسين المحتملين. بعض المغفلين، يظنون ان قيس سعيد، رجل زاهد وهو يخوض معاركه لوجه الله ومن أجلهم، بينما هو يخوض المعارك من أجل نفسه أولا وآخرا، شأنه في ذلك شان كل زملائه من الدكتاتوريين العرب المصابين بالمرض العربي العضال المسمى متلازمة الحكم الفردي المطلق .