منذ الوقت الذي أخذت فيه الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي مكانتها الطبيعية بين التجمعات الإقليمية الافريقية الثماني واندمجت كليّا في جميع الهياكل والمؤسّسات الافريقية، اغتنمنا فرص القمم الافريقية و اللقاءات الأمميّة والعربية والمتوسّطية بما فيها هيكل 5 + 5 لغرب المتوسّط، لجمع المجالس التنفيذية ذات القرار، للرؤساء أو لوزراء الخارجية، دون فقد الأمل في تحقيق الإجماع الضروري لتفعيلها. وفي هذا الوقت الذي سعينا فيه لنصح تونس بالقيام بمبادرة صلحية إثر قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، ثم لعقد خلوة مغاربية بين وزراء خارجية الدول المغاربية والأمين العام لصالح الحل السياسي في ليبيا، نرى بكل أسف وألم فرصة أخرى تهدر وتغيب فيها المبادرة بمناسبة انعقاد القمّة اليابانية الأفريقية الثامنة بتونس التي انتهت أشغالها يوم 28 أوت 2022، وذلك على غرار جهودنا في القمة السابعة في اليابان عام 2019, و الأدهى أن نفاجأ بأزمة جديدة جعلت العلاقات بين تونس والمغرب تمرّ بامتحان عسير آخر يضاف إلى ما يعيشه المغرب الكبير من أزمات. لكلّ هذا نغتنم فرصة استجابة ليبيا وموريتانيا أخيرا لدعوتنا إلى عقد خلوة مغاربية لوزراء الخارجية مع الأمين العام خاصة بالأزمة الليبية لنوجّه نداء في العلن إلى الدول المغاربية لاستكمال الاستجابة لعقد الخلوة الخماسية وإنجاحها واغتنام مناسبتها لتحقيق الأهداف التالية: 1- صياغة خطة سلام في ليبيا. 2- عقد لقاءات ثنائية على هامش الخلوة لحل المشاكل الثنائية. 3-تعيين أمين عام جديد يواصل العمل الذي أنجزناه مغاربيا وإفريقيا ودوليا خلال السنوات الست الماضية (من غرّة أوت 2016 إلى غرّة أوت 2022) وفي الأثناء أواصل تحمل مسؤولياتي كاملة. و نحن نأمل أن يساهم ذلك في التقدم بالعمل المغاربي المشترك. وعسى أن يكون اشتداد الأزمات الأخيرة بداية الانفراج وعودة التآخي والتفاهم والتكامل تحقيقا للأهداف المرسومة منذ تأسيس الإتحاد المغاربي في 17 فيفري 1989بمرّاكش. الطيب البكوش