لا شك ولا اختلاف أنه علينا أن نساعد غيرنا عند المحن... ولكن عندما يكون شعبك مسكينا وغلبانا ويصطفّ كل يوم من أجل الزيت والسكر والحليب والقهوة والغاز وأحيانا السميد والفارينة والمقرونة.. وعندما يجري ما يلحق من أجل بعض الخضر والغلال الشعبية أو من أجل "شكشوكة كذّابة" أو في أحسن الحالات من أجل دجاجة صغيرة أو كيلوغرام من لحم الضأن أو 4 سمكات... عندما يعمّنا الغلاء والاحتكار حتى يغمّنا وقتها وجب علينا أن نسأل السلطات : "لماذا لم يكن لديكم نفس الحرص على إيصال المواد الأساسية المدعّمة للمواطن المفقّر ؟" بل إنكم تنوون الزيادة ورفع الدعم عن المواد الحياتية الضرورية هذا إن وُجدت في السوق أصلا... نحن أيضا شعب منكوب.. نحن مهدّدون في السلم الداخلي وفي أمننا الفلاحي والغذائي وحتى في الماء والكهرباء إلى حد ما... هذا وقد عمّنا الجهل والإرهاب والفقر والتهميش والجفاف والعواصف والحرائق والأمراض والأوبئة... ألا يقول المثل : "ما تخرج الصدقة كان ما تشبع أمّاليها" ؟... مثلما ترسلون 14 طنا من الأغطية والطعام وحليب الأطفال إلى الخارج عليكم أن تهتمّوا بالداخل أيضا وهو أمانتكم... نعم وألف نعم للمساعدات ولكن ساعدوا شعبكم أيضا وحاربوا من يعطّل "مساعداتكم" له في المواد الضرورية...