قد يكون من الطبيعي والمفهوم ان لا ننتقل في تونس من العهد البائد الى عهد الثورة باليسر الكامل والسلاسة المرجوة والسرعة التي يتطلع لها كل مواطن تونسي في بلد عادت اليه مقومات الجمهورية. وقد يكون ما يحصل اليوم بعد سنة ونصف من الثورة من اساليب خلنا هاولت بلا رجعة مع فرار المخلوع من قبيل الاستثناء فيبقى الامر شاذا ويحفظ ولا يقاس عليه. وقد يكون مفهوما كذلك ان تحصل بعض ممارسات الامن البائدة مع الصحفيين او المواطنين باسلوب الصد واللهجة الحادة الى حد الاساءة والمس من المعنويات في اطار تصرف فردي لعون امن دون بقية زملائه فهذا طبيعي ايضا. اما ان يحصل كل هذا من اطار امني رفيع يحمل من الرتب “شعار ونجمة” فيصبح الامر غير سوي ويطرح اكثر من سؤال سيما وان لا مبررات موضوعية لذلك. صورة الحداثة ببساطة شديدة هو ان محدثكم توجه بصفته الصحفية الى ملعب الطيب المهيري يوم الاربعاء للقيام بعملي في تغطية الحدث المتمثل في لقاء النادي الصفاقسي والترجي الرياضي والندوة الصحفية التي تعقبه فوقع صدي ومنعي من الدخول الى الملعب رغم اني احمل بطاقة صحفي محترف ورغم اني استظهرت فضلا عن بطاقتي المهنية بنص الدعوة التي وجهت لي من قبل رئيس النادي الصفاقسي الى حدود هذا الامر يبقى الامر شبه طبيعي لاننا اعتدنا كصحفيين ان نصد ونصطدم بتعطيلات جمة في القيام بالعمل الصحفي في ملعب الطيب المهيري بالذات اما ان يصيح في وجهنا اطار امني بشدة وحالة من الغضب غير المبرر رغم مخاطبتي له بادب ولياقة والتماس تدخله لتيسير عملية دخولنا للملعب في فترة ما بين الشوطين لانني جوبهت برفض عديد الاعوان وصدهم فهذا امر مرفوض ومردود على صاحبه غضب الاطار الامني الرفيع المستوى كان شديدا الى حد رفض تدخل احد زملائه الذي كان في مستوى راق لتيسير العملية وتمكيني من الدخول. فشكرا لك يا سي عبد القادر على تفهمك وتعاونك وللاطار الامني الذي تصرف بحدة كبيرة تجاهي ولم يراعي حتى مجهودات زملائه ممن لا ينفكون يعملون على رسم صورة جديدة للمعاملة بين المواطن ورجل الامن اقول ..مهلا على رسلك الم ياتك حديث الثورة فالصحفي لا يهان. “وراهو تونسي موش كراي”