تمثل النقابات الأساسية مفاصل العمود الفقري للاتحاد العام التونسي للشغل . لو تكلّست هذه المفاصل من قلّة الحركة لأُصيب جسم الاتحاد بالشلل و أصبح طريح الفراش لو تحرّكت كل نقابة أساسية بشرعية تامة و استقلالية تامة عن البيروقراطية لتحسّن أداؤُها تعيش نقابات التعليم الأساسي بصفاقس في هذه الأيام لحظات احتضارها بعد أن تبث حسب الفحص السريري الذي أشرف عليه القواعد النقابية أنهم يعانون من مرض مزمن لا يرجى شفاؤه ! فقد ابتليت بكائنات الجلوس على "الكرسي" حتى التصقت به فما عادت تقوى على النضال وسط الصفوف كما لم تعد تطيق المغادرة بعد طول لبوث انكشفت خلاله عورتها، وبانت حقيقة نفاقها . سنة إدارية جديدة و 13 عشرة نقابة أسياسية فاقدة للشرعية 3 نقابات تجددت أعضاؤها في جوان 2015 و البقية لم تحدد لها موعد دون تبرير أو حتى اعتذار للقواعد لقد ولى زمن النضال الشريف النبيل.. وحل زمن المتاجرة بذمم الشرفاء من ذوي النيات الحسنة والقلوب الطاهرة السليمة زمن أضحى فيه أسلوب " السمسرة " سلعة رائجة وسوقا قائمة ، يعتلي منابرها " سماسرة " يستلهمون الهمم الغافلة ان الكثير من هواة الترشح لانتخابات نقابات التعليم الأساسي والخالدين بالمواقع النقابية بجهة صفاقس من الفاقدين للشرعية والمعروفين بانتهازيتهم وتعفنهم ووقوفهم ضد مصالح مجموع نساء ورجال التعليم يخططون بجميع الحيل والمكر من اجل الإيقاع بنساء ورجال التعليم الابتدائي ولاحظ الكثير من نساء ورجال التعليم فجأة عودة التواصل بين النقابات والعاملات والعاملين بالقطاع من اجل التنويم والتخدير واستعمال كافة الحيل التدليسية عبر تنظيم زيارات ميدانية تواصلية بالمدارس الابتدائية للاطمئنان للقاعدة الناخبة وجلب زبناء جدد بالكذب والخداع والمكر وقد بدأت بالفعل الحملة لدى بعض النقابات لضمان نتائج تؤهلهم للاستمرار في سوق السمسرة والارتزاق قبل تحديد موعد المؤتمر و الحملة الانتخابية بعض " النقابيين " في زماننا منافقون من العيار الثقيل يدعون لشيء ويأتون خلافه ويظهرون ظاهرا ودودا وديعا ويضمرون باطنا خرابا إلا من حب الكرسي والمنصب لقد عرفنا منهم الكثير وعاصرنا منهم طيلة عشرات السنين من الممارسة الميدانية نماذج وأصنافا فما ألفناهم إلا حريصين على تسلق درج المناصب والكراسي مجتهدين في تخطي الرقاب وركوب الظهور والقفز على الجدران القصيرة فصاروا إلى حيث هم الآن منهم من ضل يتردد على سادته يقبِّل الأقدام والأكتاف حتى حظي بعضوية نقابية ومنهم من جمع شتات بعض الغاضبين على العمل النقابي بالجهة الذي تقدمه بعض الإطارات النقابية الموجودة في جهته وأخذ يخوض بهم "طواحينه الهوائية" ضد بعض الوجوه القيادية بالجهة وعندما قرر تسجيل "فرقعاته" النقابية أمام أسوار البناء العتيد للأكاديمية الجهوية تم احتواؤه بعد أن اقتلعت مخالبه و أنيابه و منهم ومنهم … إن تسيير وتدبير نقابة لا يمكن أن يستقيم في يد من تكبر في وعيه المصالح الشخصية فأزمة نقابات التعليم الأساسي بصفاقس هي أزمة أشخاص وليست أزمة علاقة بالمجتمع والتي انعكست بشكل جلي على الأداء الداخلي الذي افرز صراعات قوية قادرة على الإجهاز على ما تبقى من موارد بشرية التي غدت في المراحل الأولى من السطو على المسؤولية ونشر العداوات بين المناضلين لينتقل إلى أمور أعمق . إن الاخلالات المرصودة على مستوى النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس أبطلها بدون منازع أشخص فاحت رائحتهم الكريهة ناهيك عن بعض أزلامهما الذين سقطوا ذات انشقاق من السقف وأصبحوا ينظرون ويهندسون خريطة تقسيم المغانم. وبقدر ما نتابع التطورات والمنزلقات الخطيرة والمنحدرات التي تدفع إليها النقابة الجهوية بقدر ما سيكون الصراع الفكري قادر على إماطة اللثام عن الإكراهات الحقيقية التي ساهم ويسهم فيها ثلة من المنحرفين الذين يعتقدون أن ممارستهم ستخلق الإشعاع للمنظمة النقابية لكنهم رسخوا الوصولية والانبطاح للسلطات و أصبحوا أياد خبيثة تساهم في زرع أورام يستعصي استئصالها وخصوصا إذا ا انتشرت وأصابت جميع الأنحاء . أورام ليست بسرطانية ، بل هي أخطر من ذلك بكثير ،