بيان الإذاعة التونسية الجمعة, 25 ماي 2012 تؤكد رئاسة مؤسسة الإذاعة التونسية حرصها على تجويد الخطاب الإذاعي و تطويره تحقيقا لأهداف الثورة ووفاء لدماء الشهداء و نضالاتهم، و تؤكد أيضا حرصها الشديد على رعاية أبناء الدار و تدعيم حقوقهم المادية و المعنوية. و إذ تلحّ رئاسة المؤسسة على أن الإذاعة التونسية مرفق عمومي يقف على نفس المسافة من كافة الأحزاب و الشخصيات، و يتمسك باستقلاليته عن كلّ الفاعلين السياسيين و أجنداتهم فإنها تدعو الصحفيين و المنتجين و كافة الأعوان إلى مواصلة الالتزام بأخلاقيات المهنة و الحرص على الحياد و الموضوعية و الفصل بين قناعاتهم و آرائهم و ميولاتهم من جهة أولى و أدائهم المهني من جهة ثانية كما تدعوهم إلى ضرورة الالتزام بالقوانين و التراتيب المعمول بها . و إنّ الإقرار بأن الإذاعة التونسية في حاجة إلى الإصلاح و التقويم و التعديل لا يلغي تاريخ هذه المؤسسة و لا ينفي ما بذله أبناؤها من جهد و مثابرة لا سيما بعد ثورة 14 جانفي 2011. و إذ تدعو رئاسة المؤسسة كافة أبناء الدار من منتجين و إداريين و صحفيين و تقنيين و أعوان على اختلاف أسلاكهم إلى الالتفاف حول المؤسسة و الانصراف إلى العمل و البذل و غضّ الطرف عن الإدعاءات و الافتراءات و المزايدات التي قد تمسّ بسمعة الإذاعة و تعكّر مناخ العمل فيها، فإنها تعلن عن اعتزامها إطلاق مشروع متكامل لإصلاح الإذاعة التونسية و صياغة مدوّنة سلوك و ضبط معايير واضحة لإسناد التربصات و الدورات التكوينية و اعتماد المناظرة الشفافة سبيلا أوحد للانتداب من أجل إنتاج خطاب إذاعي يستجيب للمعايير الدولية. و مثلما تؤكّد رئاسة المؤسسة حرصها على تشريك كافة أبناء الإذاعات المركزية و الجهوية في هذا المشروع دون إقصاء أو محاباة فإنها تؤكّد دعمها لكلّ أشكال العمل الجماعي داخل المؤسسة و تحثّ الصحفيين و المنتجين على التعاون في مستوى الإعداد من ناحية أولى و المراجعة و التقييم من ناحية ثانية. وإذ تعرب رئاسة المؤسسة عن احترامها للآراء و المواقف الناقدة للمادة الإذاعية التي تقدّمها قنوات الإذاعة التونسية، فإنها تستنكر بشدّة كلّ أشكال العنف الرمزي و المادي الذي قد يتعرّض إليه أبناء الإذاعة، و في هذا الصدد فإن رئاسة المؤسسة تعبّر عن تضامنها مع كلّ الزملاء العاملين في إذاعة صفاقس و تدين بشدّة ما تعرّضت إليه هذه الإذاعة يوم الأربعاء 23 ماي 2012 و تجدّد التزامها بالدفاع عن أبناء المؤسسة و ضمان الشروط الضرورية لتمكينهم من أداء واجبهم المهني، و في نفس الوقت الذي تؤكّد فيه مؤسسة الإذاعة التونسية انفتاحها على كافة الآراء البناءة للنهوض بالخطاب الإذاعي فإنها تؤكّد أن مسؤولية الإصلاح الكبرى يتحمّلها أبناء القطاع و أنهم أولى من غيرهم لتحقيق هذا الرهان