المسيرة التي إنتظمت يوم امس للمطالبة بإغلاق السياب والتي دعت لها تنسيقيّة البيئة بصفاقس ومكوّنات المجتمع المدني تعتبر ناجحة على مستوى الحضور الجماهيري ولو نسبيّا ولكنها في الوقت نفسه كشفت مدى تعفّن وتلوّث الوضع السياسي في صفاقس وتونس عامّة فالإنقسام بان واضحا بين مكوّنات المشهد السياسي فبروز المنظمات الراعية للحوار بغيابها عن المسيرة وخاصة الإتحاد العام التونسي للشغل ورفض البعض للبعض الآخر وركوب البعض الآخر على الحدث وهو ما كان متوقّعا نظرا للطلبات العديدة من شخصيات وطنية لحضورها اظهر للعيان وبالمكشوف التفكير الضيق للسياسيين وحرصهم على مصلحة أحزابهم اكثر من حرصهم على مصلحة صفاقس …الطرف الوحيد الذي يستحق الشكر هو تنسيقية البيئة بصفاقس والشباب المندفع الذي لم يفكّر في مصلحة ذاتية أو حزبية بل شارك ونظم من باب إقتناعه بان السياب غول ينهش اوصال الصفاقسيّة ويبث فيهم الامراض والسرطان ويحيل حياتهم إلى جحيم لا يطاق .. من حق الجميع ان يكون حاضرا وفاعلا ويدافع عن صفاقس ولكن ليس من حقهم الركوب على الاحداث ورفض الآخر مهما كان إنتماءه أو قناعاته الحزبية أو الإيديولوجية فشرف الدفاع عن صفاقس حق ليس من حق اي احد ان يجود به على الآخر .