كلنا يعلم بأنّ الفساد في النظام السابق كان ياتي على الأخضر واليابس و”ما يسلّم في شي” وأتت الثورة أخيرا وخلنا أنّ الأمور ستتحسّن وستقل نسب الفساد والمحسوبية وممارسات تحت الطاولة وتحت حس مس .. ولكن هيهات فهناك دائما من يسحبنا من احلامنا السعيدة ليدخلنا في دوامة الشك والخوف والمعاملات المشبوهة والاسئلة الحارقة .. وهو ما شهدناه مؤخرا إثر عرض نتائج المناظرة الوطنية لإنجاز مثال التهيئة التفصيلي لمشروع تبرورة .. إذ من بين 9 من أصحاب المكاتب المترشحة للفوز بإنجاز المشروع تقدّم ثمانية منهم بتظلّم للطعن في الظروف التي تمت فيها أعمال لجنة تقييم العروض ، بمن فيهم من فاز بالمرتبة الثانية والثالثة ولهم بالمناسبة في فوزهم ذاك منحة .. أمّا المترشح الوحيد الذي لم يقدّم التظلم فهو طبعا من فاز بالمرتبة الأولى ورسا عنده المشروع .. أمّا الاسباب التي دفعت المحتجين على نتائج المناظرة إلى رفع شكواهم فسأحاول تلخيصها في النقاط التالية مع إنتظار ومن مختلف الأطراف توضيح شاف وكاف لهذه النقاط التي لا ينقصها اللبس والشبهة والنية “السليمة” أولى هذه النقاط التغيير المفاجئ وغير المبرر لأعضاء لجنة تقييم العروض حيث أصبح فيها وبقدرة قادر سبعة ممثلين عن بلدية صفاقس عوضا عن واحد مثلما جاء بالفصل الثامن من قانون المناظرة .. علما بأنّ المجمع الفائز بتهياة المشروع من بين أعضاءه عضو بالنيابة الخصوصية لبلدية صفاقس .. فهل كان هذا الحضور الملفت في لجنة التحكيم لمساندة زميلهم الذي سبحان الله فاز بالفعل فيما بعد بالصفقة ؟؟؟؟ من بين إعتراضات المحتجين على لجنة التقييم وجود العديد من لجنة التحكيم والّذين بغض النظر عن مؤهلاتهم العلمية في إختصاصهم إلاّ أنّ السؤال المطروح كان .. ماذا يفعل الطبيب وطبيب الأسنان وغيرهما من أصحاب الإختصاصات الأخرى التي لا علاقة لها بالميدان ماذا كانوا يفعلون في لجنة التحكيم الموقرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الأمر الآخر الّذي لا يقلّ خطورة والّذي يؤكّد مرة أخرى على فرضية وجود تلاعب مسبق بنتائج المناظرة هو التغيير المفاجئ والّذي تمّ قبل يوم واحد من تقديم المشاريع من طرف أصحابها التغيير المفاجئ والغير مبرر لمقتضيات الفصل السابع الذي كان ينص على عدم إخفاء أسماء المشاركين ثم وقبل يوم واحد تم مطالبتهم بإخفاء الأسماء وليكتشف المشاركون يوم العرض بأنّ أسماءهم والمشاريع التابعة لهم هي معروفة ومعلومة عند لجنة التحكيم ... فما الذّي حدث حتى تحصل كل هذه البلبلة والفوضى ومن كان المستفيد منها ...؟ هذا إذن أهم ما جاء في الشكوى التي كما أسلفنا رفعها كل المشاركين في هذه المناظرة الوطنية بإستثناء الفائز طبعا إلى السيد مدير عام شركة دراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس ، والمشاركون يعتبرون اليوم أنّ اللجنة التي تمّ تكوينها كانت بالاساس لخدمة الفائز أولا وأخيرا وهي بتركيبتها ليست مؤهلة لتقييم المشاريع المعروضة كما يطالبون بمعرفة أسباب خرق بعض قوانين المناظرة على غرار الفصل السابع والثامن وهم ونحن أيضا نطالب بكشف كل الحقائق والملابسات التي رافقت أعمال لجنة التحكيم خاصة عندما نعلم بأنّ مشروع تبرورة هو مشروع كل التونسيين وهو أحد حقوق متساكني صفاقس الّذين من حقهم أن يتم إختيار المشاريع الانسب والأمثل على أساس الجدوى والنفع والفاعلية وليس على أساس المعارف والمحسوبية .. وحتى لا يكون الفوز بهذا المشروع أو ذاك من باب الأقربون أولى: بالمعروف وبلجنة التحكيم وبالفوز بالمناظرة ... كالعادة .. والله يقطعلنا ها العادة ......