الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي تلغي الاضراب الذي كان مقررا يومي 28 و29 ماي الجاري    الاعتماد الكلي على التحكيم التونسي في مباريات بقية ادوار كاس تونس لكرة القدم (الادارة الوطنية للتحكيم)    تقرير صادم :25 جريمة قتل ضد النساء في تونس خلال 2024    البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1،9 بالمائة خلال 2025    ترامب وبن سلمان يؤكدان التعاون الإقليمي ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط    قنصلية تونس بطرابلس تدعو التونسيين في ليبيا إلى "توخي أقصى درجات الحذر إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية"    أزمة داخل النادي الإفريقي..تفاصيل ما يحدث    رئيس الأولمبي الباجي: دخول جماهير الترجي لملعب الكاف كان بقرار أمني    فتح باب الترشّح أمام الطلبة التونسيين لبرنامج المنح الدراسية بهولندا    تحذير: موعد ذروة التقلّبات الجوّية    أمطار غزيرة ورياح قوية ابتداءً من الليلة: الرصد الجوي يُحذّر    نابل: 814 حاج وحاجة يغادرون في اتجاه البقاع المقدّسة بداية من 18 ماي الجاري    الفلفل الحار: نكهة قوية بفوائد صحية مدهشة    رغم فوائدها... القرفة ليست آمنة للجميع    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة متابعة: أمطار غزيرة وهامة..    كأس أمير قطر :هدف حمدي النقاز غير كاف للشحانية للمرور الى الدور نصف النهائي    الطقس يُهدّد الفلاحة: أضرار جسيمة في الكاف وتحذيرات من أزمة أعلاف قادمة    هل تحلم بالهجرة والعمل في كندا؟ شركة كندية تنتدب تونسيين وتتكفل بمصاريف التأشيرة والإقامة!    مهرجان كان 78: بصمة عربية على السجادة الحمراء وإطلالات لافتة تلتزم بالاحتشام    القيروان: اليوم إنطلاق المهرجان الدولى للمشمش بحاجب العيون    باريس تردّ بالمثل: فرنسا تطرد دبلوماسيين جزائريين وسط تصعيد مقلق    لأول مرة في تاريخه.. سامبدوريا في الدرجة الثالثة    رئيس اتحاد الفلاحة: القطيع متوفر والأسعار مرشحة للتراجع قبل عيد الأضحى    عاجل/ هذا سعر الكلغ الحي لعلوش العيد في الأسواق..    ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض    عاجل : صدمة في عالم الرياضة...بطل أولمبي متورط في دعارة سرية    الجولة الأخيرة من البطولة: هذه هي العقوبات التي سلطتها الرابطة على عدة نوادي    بطولة اسبانيا: إشبيلية يبتعد عن شبح النزول بفوز ثمين على لاس بالماس    السعودية تحذر: لا حج بلا تصريح    مفزع: يعتدي جنسيا على 40 قاصرا ثم يصورهم لابتزازهم..!!    وفاة "أفقر رئيس في العالم"    ليبيا: تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. فرار سجناء وفوضى أمنية    صدور قرارين بالرائد الرسمي يحددان طاقة استيعاب المدارس الاعدادية والمعاهد النموذجية    48 سنة سجنا غيابيا لمصطفى خضر في قضية ذات صبغة إرهابية    الإفراج عن رجل أعمال في قطاع القهوة مع تحجير السفر وتأجيل محاكمته    زلزال يضرب اليونان بقوة 6.3 درجة وارتداداته تصل مصر ولبنان والأردن    تنسيق وزاري لضمان جاهزية القطارات ونقل الفسفاط في أفضل الظروف: التفاصيل    الموعد المفترض لعيد الإضحى    أخبار فلاحية    «ملتقى المبدعات العربيات بسوسة» في دورة خاصة بالتراث غير المادي.. حضرت الأكاديميات وغابت الحرفيات    فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية يحاكي استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب    الكشف عن معصرة زيتون تعود للفترة الرومانية المتاخرة بمنطقة بشني من معتمدية الفوار    المنستير: ندوة دولية حول "آليات تعزيز الاستثمار في التراث الثقافي"    تونس تشارك بجناح رسمي في الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي    وزير الإقتصاد يشارك في افتتاح المؤتمر السنوي لإتحاد اسواق المال العربية.    شراكة تونسية فرنسية لدفع صناعة السيارات نحو آفاق جديدة    دورة تونس الدولية المفتوحة للتنس (الدور السادس عشر): عزيز الواقع ينهزم امام الارجنتيني فيديريكو كوريا 2-صفر    محافظ البنك المركزي التونسي: يبقى إقبال الأسر التونسية على السوق المالية ضعيف نظرا لضعف صافي الأصول المالية    تغلب على إرهاق الصباح بهذه الأطعمة الطبيعية    عاجل : مدينة العلوم تكشف عن التاريخ المتوقع لعيد الأضحى    العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى    مفتي الجمهورية في ضيافة جامع الجزائر    سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق    الكاتب التونسي ميزوني البناني في ذمة الله    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحقيقة والتاريخ : ما يحدث في ليبيا يهدد الأمن القومي التونسي.
نشر في صحفيو صفاقس يوم 13 - 05 - 2025

* إن ما حدث في ليبيا أخيرا خطير جدا على الاوضاع في البلد الشقيق وبالتالي على الأمن القومي التونسي، والمتأمل في تاريخ العلاقة المتجذرة بين البلدين يكتشف بسهولة ان الأحداث الأخيرة في طرابلس أعادت التاريخ إلى الوراء بتفاصيل تكاد تكون متشابهة بشكل مدهش.
* ففي السادس من شهر جويلية 1793 تصاعد الصراع على السلطة في ليبيا بين أفراد عائلة القرمانلي الحاكمة بدعم من السلطة المركزية في الإمبراطورية العثمانية، وأرسى في ميناء طرابلس أسطول يحمل العلم العثماني ويقوده "قابوجي باشي" مصحوبا بأربع مائة عسكري مسلح، ترجل القائد وتلا فرمانا سلطانيا عثمانيا يقر بخلع علي القرمانلي وتولية علي أفندي برغل، الملقب ب"الجزائري" مكانه، وهو إنكشاري من بلاد الكرج أقام طويلا بالجزائر حتى أصبح ينسب إليها.
يقول المؤرخ الكبير الراحل الدكتور رشاد الإمام في كتابه "سياسة حمودة باشا في تونس" : "بالنسبة لحمودة باشا وسياسته الخارجية، كان الأمر لا يقف عند حد عزل وال وتعيين آخر، بل كان حدثا كبيرا يهدد أمن تونس واستقلالها .....فقرر الهجوم برا وبحرا" لحماية بلاده من آثار وتداعيات الفتنة" .
*
في الثاني من نوفمبر 1794 أقلع الأسطول التونسي ب0تجاه جزيرة جربة وحررها من جنود علي برغل وعملائه، الذين تسللوا إليها، ثم إتجه إلى طرابلس ترافقه حملة برية قوامها نحو عشرين ألف رجل بقيادة الوزير يوسف صاحب الطابع. بعد شهرين ونصف وتحديدا في السادس عشر من جانفي 1795 كان الجيش التونسي قد احتل المناطق المتاخمة للعاصمة طرابلس مدعوما بعناصر من القبائل الليبية، التي هبت من كل حدب وصوب لنصرة قوات حمودة باشا. وعندما وجد علي برغل نفسه محاصرا بعد أن هرب و0ستسلم عدد كبير من جنوده ومرتزقته، ملأ سفينتين بما سلبه من طرابلس، و ذبح الرهائن والأسرى، ثم أبحر مع رجاله ورفع شراعه نحو مصر"
*
يؤكد المؤرخ رشاد الإمام، رحمه الله، في كتابه المشار إليه آنفا :"عندما رجع الجيش منتصرا إلى تونس، بعد أن أتم المهمة الموكلة إليه بكل نجاح وأرجع القرمانليين إلى عرشهم، ذهب الباي ( حمودة باشا ) بنفسه ل0ستقبال قائد الحملة تكريما له"، معلنا تحقيق هدفه في حفظ سيادتي تونس وليبيا وتأمين إستقرارهما ودرء مخاطر لهيب الفتنة. أما المفكر الفرنسي الشهير "جان جاك روسو" فيؤكد أن مبادرة حمودة باشا بإطفاء نيران الفتنة في طرابلس ومنع انتقالها إلى تونس أثارت غضب واستياء الدولة العثمانية التي لم تكن تريد لهذه الفتنة ان تنطفئ !
*
إن ما حدث في ليبيا في أواخر القرن الثامن عشر يعاد اليوم بشكل أكثر خطورة على استقرار البلدين وأمنهما الداخلي والخارجي، لا يعني هذا أن الحل المطلوب الآن يجب ان يكون مطابقا لما فعله حمودة باشا، فالزمن ليس هو الزمن، والموازين مختلفة، والمواثيق الدولية تمنع ذلك، ولكن لا بد لنا من ضرورة إستخلاص العبرة مما حدث منذ أكثر من قرنين وربع القرن، والإقتناع بأن امن و0ستقرار ليبيا من أمن و0ستقرار تونس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.