أنطلقت مساء اليوم بجزيرة جربة الاحتفالات بالذكرى السنوية لزيارة الغريبة أو ما أصطلح على تسميتها شعبيا الحج اليهودي بمعبد الغريبة الواقع بمنطقة الرياض من معتمدية جربة حومة السوق وسط أجراءات أمنية مشددة و ذلك بأشراف وزيرة السياحة سلمى اللومي و وزير الشؤون الدينية و وزيرة الثقافة سنيا مبارك بحضور عدد كبير من الاطارات الجهوية و أعضاء مجلس نواب الشعب يتقدمهم الشيخ عبد الفتاح مورو وجوه إعلامية و فنية و سفراء دول أجنبية و أعضاء من الكونغرس الامريكي و أبناء الطائفة اليهودية و سواح اجانب . الاحتفالات أنطلقت بكلمات ترحبية لكل من بيرز الطرابلسي رئيس جمعية الغريبة و منظم الزيارة و ووزيرة السياحة و كبير أحبار تونس و بعض الضيوف و التى أثنوا خلالهما على ما تتميز به جربة و تونس عموما من تعايش سلمي بين كل الأطراف و أنعكاسات هذا المناخ على دعم السياحة بربوع الجزيرة مجمعين على ضرورة وضع اليد في اليد و تدعيم هذا التعايش السلمي الفريد من نوعه في العالم لمقاومة الاٍرهاب و الفكر المتطرف و مزيد النهوض بالجزيرة و العمل على أشعاع صورتها كوجهة سياحية متميزة . و أثر ذلك تولى والي مدنين دفع عربة المنارة و هي عربة رمزية تُزين بالأقمشة و الورود و الحلي و ترمز الى الولى المدفون بها و هي حسب ما توارثه يهود جربة هي فتاة يهودية غريبة مات و دٌفنت في ذالك المكان و لا يعرف اصالها او فصلها لذلك سميت بالغريبة و أصبحت بعد ذاك مكان لتعبد بتبارك به اليهود خاصة وان كنيس الغريبة يعتبر أقدم معلم يهودي في العالم خارج فلسطين، وقد استخدم في بناءه قطع حجارة من هيكل سليمان، كما ترقد فيه أقدم نسخة للتوراة في العالم و يحج كمّا اصطلح على تسمية الزيارة شعبيا اليَهُود الى هذا المعلم منذ ما يقارب 200 عام و عادة ما يدفعها هذه العربة والي مدنين بأعتباره ممثل رئيس الدولة في الجهة ليقع بعد تداول دفعها ببن زوار المعبد ووضع أكاليل الزهور عليها بعد بيعها رمزيا بالمزاد العلني و تخصص عائدات البيع الذي تبلغ في بعض الأحيان مبالغ مالية محترمة لتعهد مقام الغريبة و مساعدة بعض ضعاف الحال من أبناء الطائفة . و بالتوازي مع عملية المزايدة على العربة يمارس بقية الزوار طقوس اخرى داخل المعبد منها الصلاة و ووضع الشموع على الضريح و من أطرف الطقوس التى تُمارس وضع بيضات يكتب عليها الشخص أمانياته داخل مغارة موجودة في داخل المعبد معتقدا تحققها في القريب العاجل و هي عادة يقبل عليها بكثافة النسوة من اليهودات و المسلمات كذلك . أما الوكالة المحاذية للمعبد و هي عبارة عن نزل يحتوى على بَعْض الغرف القديمة كان يقيم بها في الماضي زوار الغريبة و يقام فيه سوق صغير يباع فيه الماكولات و المشروبات اليهودية الكاشار او الحلال على غرار البريكة و السفود و نبيذ البوخا الشهير و بعض الهدايا التذكارية و يتوسط هذا الفضاء فناء كبير يحتضن الحفلات و السهرات و الّذي طالما شهد حفلات لكبار الفنانين اليهود على غرار يعقوب بشيري و غيره. وتعد هذه الزيارة التي شهدت مشاركة نحو 3000 زائر هذه السنة سانحة للجمع شمل العائلات و الاصحاب و الاقارب من أبناء الطائفة اليهوديّة بعد ان فرقتهم الظروف و المحن و تجعل من جربة مقصدا للسواح من مختلف أنحاء العالم و محل متابعة و حديث في مختلفة وسائل الاعلام الدولية .