الحكومة الجديدة ورئيسها يجب أن تكون محلّ تشاور وتوافق بين الباجي قايد السبسي وابنه حافظ والسيدة الأولى شادلية والابن الآخر خليل.. وبقية الأقرباء والأصهار الذين أعطاهم الباجي مناصب بقصر الرئاسة والحكومة.. ويجب أن يكون لكمال اللطيف وشفيق الجراية نصيبا فيها عبر بعض رجالهم.. ويجب أن ترضي ما بقي من حزب حركة نداء تونس ببعض الوزارات.. ويجب أن توافق عليها النهضة بأجنحتها من هو مع راشد الغنّوشي ومن هو ضدّه.. وأن تحصل على دعم آفاق تونس لياسين ابراهيم والاتحاد الوطني الحرّ لسليم الرياحي.. حتى تكون لها قاعدة مريحة بمجلس النواب.. وطبعا سيكون الرضاء مقابل الحقائب الوزارية.. ويجب أن لا يعارضها اتحاد الشغل وحسين العباسي.. مقابل ما سيحصلون عليه من تنازلات.. وأن تبدي وداد بوشماوي مع اتحاد الأعراف إعجابهم بها.. مقابل المنافع والامتيازات لرجال الأعمال. . وطبعا لابد أن يوافق المسؤول الكبير (ألي قال عليه الباجي) وسفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وأنجلترا.. والاتحاد الأوروبي وممثلي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.. على رئيس الحكومة وتركيبتها وبرنامجها وأهدافها.. التي يجب أن تخدم جميعها توجهاتهم ومصالحهم الدولية.. ويجب أن يشعر بارونات المال الذين كوّنوا ثرواتهم بفضل نظام بن علي.. وموّلوا الحملات الانتخابية للنداء والنهضة خاصّة.. أن يشعروا بالأمان والطمأنينة للحكومة القادمة حتى يواصلوا ضخّ الأموال للأحزاب الحاكمة مستقبلا.. وكما ترون وتعرفون فإن الأمر ليس بيسير بين كلّ هؤلاء الأطراف والفرقاء وتنازع المصالح والمناصب وتنافس الغنائم.. لهذا قليلا من الصبر أيّها الشعب التونسي.. ألا ترون أنّ تكوين حكومة وحدة وطنية ليس أمرا سهلا بتاتا ؟؟!!!!