لا يكاد يختلف اثنان على حق صفاقس في استرجاع شواطئها ولست ايضا من المشككين او المقزمينن للمجهودات الجبارة التي بذلها كل المناضلين لاسترجاع هذا الحق المسلوب، لكن ان يصل بنا الامر و الحماس الى درجة التضحية بارواح الناس و سلامة ابنائهم فهذا امر لا يقبله الضمير و لا القانون. في شاطئ الكازينو وعلى حافة الماء مباشرة يضع السابح رجليه مباشرة على ركام من الفوسفوجيبس وهي نفايات بها عدة حوامض خطرة و اشعاعات نووية يتسرب مفعولها مباشرة في ماء السباحة وبعد ان تتلوث رجلاك به يبتل كامل جسدك بماء ملوث ومالح ثم بمجرد خروجك منه يختلط هذا البلل الموزع على جسمك بغبار اصفر هو الحامض الفوسفوري المنبعث من المصنع الملاصق للشاطئ و ينجر عن اختلاط الماء المالح الملوث او حتى غير الملوث بهذا الحامض تفاعل كيميائي خطير جدا يمكن ان يسبب سرطان الجلد او حتى امراض داخلية او تنفسية. كل هذا تعلمه السلط و البلدية التي بحوزتها تقريرين صحين في هذا الغرض و وزارة الصحة هي ايضا على علم بالموضوع وعلى علم كذلك بان نوعية التحاليل المجراة على الماء غير كاملة و لا شاملة لكل العوارض و التفاعلات الكيميائية لكن الكل لا يتجرا على اخذ القرار اللازم حتى يتفادون شتيمة المفرطين في الحماسة و حتى لا يقال عنهم كونهم اعداء لصفاقس و الصفاقسية وقد يكون لهم بعض الحق في ذلك فنحن الآن في زمن الشعبوية. قررت ان اكتب هذا و اتحمل مسؤوليتي وارضي ضميري رغم علمي مسبقا بوابل الشتائم الذي سيلحقني.