كل التونسيات و التونسيين تقريبا أعناقهم مشرئبة إلى السماء ينتظرون الغيث النافع بفارغ الصبر بعد أن طال بهم أمد انحباس المطر منذ زمان و أصبحوا على قاب قوسين أو أدنى من العطش في كل جهات البلاد. إن الوضعية أصبحت حرجة جدا و تنبئ بعواقب وخيمة فقد يبست أشجار اللوز و منها ما مات و احترقت أشجار الزيتون و نضبت المياه في أغلب سدودنا. وزارة الشؤون الدينية كانت في الموعد حيث شعرت هي بدورها بجسامة الخطر الذي يداهم البلاد و العباد جراء ضنون السماء بخيراتها، نسأل الله أن يستجيب لدعائنا جميعا فيروي العباد و البهائم و الأرض فنعم الماء لا تحصى و لا تعد. يقول تعالى : " فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير " (سورة فصلت الآية 39 ) في المقابل فإننا لا نخفي هلعنا و فزعنا و خوفنا من أن ينهمر الغيث و ينزل و لو بكميات قليلة – فما بالك لو تهاطل و فتحت أبواب السماء – فكيف ستكون أحوال المدينة و شوارعها و طرقاتها و أنهجها؟ كيف ستكون أحوال الأحياء – كل الأحياء – الشعبية منها و الراقية في وظل جود الأوساخ التي بلغت عنان السماء و تكدست في كل نهج و زاوية و ركن و أحاطت ببيوتنا و غياب بالوعات و بنى تحتية و لو متوسطة الحال تستطيع أن تستقبل كمية قليلة من المطر. ستكون الحالة بلا شك كارثية بكل المقاييس في الطرقات و في الأنهج و في حركة المرور خاصة و نحن على موعد لاستقبال سنة إدارية و مدرسية و جامعية و عودة النشاط و الحركة بعد فصل الراحة.