نزلت خلال اليومين الماضيين كميات من الامطار كانت اهمها بالمناطق الساحلية الشرقية وخاصة ببعض المناطق بالوسط والجنوب الشرقي وان كانت هذه الامطار ذات نفع عام ببعض المناطق وتبشر بموسم فلاحي واعد، الا انها كانت في بعض المناطق الاخرى قوية ومصحوبة بالبَرَدْ كما شلت حركة المرور في بعض المدن على غرار مدينتي قابس وصفاقس بعد ان تراكمت مياه الامطار في ظرف وجيز وعمت الطرقات والانهج. مراسلونا بالجهات وافونا بمزيد من المعطيات حول هذا الموضوع والاستعدادات الجارية لموسم امطار الخريف بولاية تونس. ينتظر ان يكون للغيث الذي تهاطل على ولاية سوسة اثر ايجابي كبير على القطاع الفلاحي في ظل ما يحصل من استعدادات لانطلاق الموسم الجديد، بالاضافة الى مفعوله الكبير على ثراء المائدة المائية السطحية والعميقة فضلا عن تأثيره المباشر على صابة الزيتون والاشجار المثمرة وقطاع تربية الماشية. ويعود استبشار الفلاحين بهذه الامطار الى تزامنها مع انطلاق فصل الخريف واعداد الاراضي للمزروعات الجديدة والتي من المنتظر ان تشهد توسعا في المساحات المخصصة للأعلاف الخريفية والخضروات الفصلية وكذلك الزراعات الكبرى.. كما ان تأثير هذه الامطار سيكون كبيرا على صابة الزيتون القادمة خاصة في ظرف تتطلب فيه الحبة ارتواء لن يحصل الا نتيجة نزول الامطار وزوال غبار الصيف العالق بالاوراق مما سيولد انتعاشة غابة الزيتون التي تعد في ولاية سوسة 4 ملايين و113 الف شجرة منها 965 الف زيتونة بمساكن و87 الف بالقلعة الكبرى.. اخيرا نشير الى ان هذا الغيث الذي تهاطل على ولاية سوسة بغزارة وحقق نسبا مبشرة بكل خير سيساهم في اثراء المائدة المائية السطحية والعميقة لمدخرات هائلة علما ان اشغال تعبئة الموارد المائية بسوسة والتي تشكل الحفريات والسدود والبحيرات الجملية والآبار مكنت من توفير حوالي 110 مليون م3 في السنة من جملة 131 مليون م3 قابلة للتعبئة. من مراسلنا الطاهر الاسود الصميطي لم يتعد نزول الغيث النافع على مدينة قابس النصف ساعة لكنها كانت قوية مصحوبة ب«البَرَدْ» وفي ظرف وجيز تحولت جل الانهج الى برك ماء عطلت حركة المرور بالنسبة لعدة اصناف من السيارات الصغيرة والدراجات العادية والنارية وحتى المترجلين الذين اضطرتهم الحاجة للخروج من منازلهم وجدوا صعوبة لشق الطريق والوصول الى مآربهم. كما ان الوضعية خلقت حالة من الذعر ورغم الاستبشار بهذه الكمية الهائلة فان الكثيرين الذين التقيناهم فرحوا بتوقفها. لا بد من الاشارة ان الجهات المعنية (الحماية المدنية وديوان التطهير والبلدية والتجهيز وغيرها) تحركت بسرعة وشفطت المياه واعادت الحركة الى طبيعتها علما وان الغيث النافع انحصر بالمناطق الساحلية (قابسغنوش بالخصوص) ولم تشمل بقية المعتمديات الداخلية كالحامة ومطماطة ومنزل الحبيب التي هي في حاجة اكثر من غيرها للأمطار في مثل هذا الوقت نظرا لاعتمادها على الفلاحة البعلية وتربية الماشية والزراعات الكبرى. استعدادات لموسم امطار الخريف بولاية تونس من مراسلنا: رضا البناني استعدادا لامطار الخريف عقدت اللجنة الجهوية اجتماعا لمجابهة الكوارث بولاية تونس تم خلاله تشخيص النقاط التي تستوجب التدخل اضافة الى جهر الاودية والقنوات وتعهد البالوعات وصيانة البنية التحتية لسيلان الامطار وتحتوي ولاية تونس على 11 وادي انطلقت فيها اشغال الجهر والصيانة منذ شهر افريل، كما تم تعهد الاحواض الواقية واعدادها لتقوم بدورها كما ينبغي وتم كذلك جهر المجاري المحاذية للطرقات وتم التعرض الى الدهاليز والمآوي التي يبلغ عددها 672 كما تم التعرض الى كل الاشكاليات التي يمكن ان تحدث في صورة تهاطل الامطار بغزارة بعد تحديد النقاط السوداء وتم ايضا تقييم للاجراءات التي تمت في هذا الغرض منذ 2003 والتي عملت على حماية الولاية من الفيضانات وقد تبين ضرورة رسم خطة استثنائية للنقل العمومي بولاية تونس خلال تهاطل الامطار بغزارة وتعطل المترو الخفيف لعدم الاشغال الانفاق ووضع خطة جهوية للتدخل الفوري. وقد اكدت المصالح المختصة استعداد السبخة لتلقي امطار 2006/2007 وان المنطقة في مأمن كامل وخاصة الاحياء التي سبق وان عمتها مياه السبخة مثل حي هلال وحي الفراشيش بسيدي حسين السيجومي وبذلك تصبح المنطقة الغربية للعاصمة من خلال هذه الاستعدادات في مأمن من مياه السبخة خاصة بعد القيام بصيانة محطات الضخ. رضا بناني *