إحتفاء باليوم العالمي للفلسفة و بدعم من المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 1 و 2 و كرسيّ اليونسكو للفلسفة بالعالم العربي و ضمن أنشطة " صفاقس عاصمة للثقافة العربية " إنتظمت مساء الخميس 17 نوفمبر 2016 و بإحدى نزل المدينة ، تظاهرة إستغرقت أكثر من ثلاث ساعات و بحضور مكثّف لأساتذة الفلسفة و للمهتمّين بالشأن الفلسفي عموما . و بعد إستقبال المشاركين و المشاركات و كلمة الإفتتاح للهيئات المنظّمة إنطلقت فعاليات التظاهرة و قد ترأس الجلسات العلمية وأدار الحوار الأستاذ عبد اللّطيف الهذيلي. المداخلة 1 : الأستاذ : الصحبي بوقرة : إيتيقا المواطنة أبرز الأستاذ المتدخّل إشكالية المفهومين و ما لفّهما من غموض دلالي و سوء إستعمال ، مؤثرا وضعهما بين قوسين ، لينبش في المدلول الحقيقي لكليهما و ذلك بالعودة إلى الجذور اليونانية و إلى إسهامات الفلاسفة اللاّحقين في تأصيل قيم المدنيّة و تأسيس مبدإ إحترام الغير كشخص ، لينتهي إلى رصد شروط إمكان المواطنة و تفعيلها إيتيقيّا متجاوزا بذلك إختزالها في بعدها السياسي التقني ، مثبّتا من خلال ذلك علاقة السياسي بالأخلاقي ، و قد إستحسن المتدخّلون في النقاش العمق النظري لهذه المداخلة و راهنيّتها و إنفتاحها على المعيش اليومي و ذلك بالنظر إلى ما ينوء به واقعنا من تناقضات و مفارقات بما يدعونا إلى إستحضار قول شهير لسبينوزا : لماذا ترانا نهرب إلى الأمام و ننسى قدرتنا على التفكير ؟ المداخلة عدد 2 : الأستاذ : سامي شبشوب : الفلسفة و الحياة سعى الأستاذ إلى التشريع للفعل الفلسفي في المدينة بل و إلى تحفيز الرغبة في التفلسف و ذلك بالنظر إلى ما ينوء به اليومي من رتابة و تنميط ، مدعّما خطابه بمرجعيات فلسفية أصيلة دالّة على أنّ الفيلسوف لا يتعالى على المعيش اليومي إلاّ ليعود إليه ناقدا و مؤسّسا لبدائل تحرّرية تنبذ العنف و تنفتح على الغير المختلف منتهيا إلى أنّ السؤال عن الفلسفة هوالسؤال عن الحياة في مختلف تجلّياتها أملا في في أن يضطلع الإنسان بمسؤولياته ككائن عاقل و مدني . المداخلة عدد 3 : الأستاذ : محمد نجيب عبد المولى تميّزت هذه المداخلة بالنبش في قيمتي المواطنة و التواصل كما تتجلّى في تجارب اليومي ، ليقف على عمق الهوّة بين الموجود و المنشود ، مراهنا على إمكانية تحويل النظري إلى واقعي ملموس و ذلك إستنادا إلى عيّينات و تجارب جمعيات مدنية و أنشطة نوادي ثقافية كان المعهد العربي لحقوق الإنسان فاعلا فيها ، ليستخلص من خلال ذلك شروط إمكان تفعيل قيمتي المواطنة و التواصل و من ثمّ صناعة الأمل على أرضية الواقع متجاوزا بذلك الفهم العمودي لعلاقة المواطن بالدولة و كذا مع حصر المواطنة في المشاركة و المراقبة أو فهم التواصل بما هو إتصال ، يسكنه في كلّ ذلك سؤال حارق : كيف نربّي ؟ و قد حظيت هذه المداخلة بنقاش مستفيض أجمع من خلاله المتدخّلون على أهمية و راهنية المراهنة على المواطنة الفاعلة من خلال تفعيل مؤسسات المجتمع المدني و هذه من الأشياء التي أمرها بأيدينا . الحصيلة : لقد أوفت التظاهرة بوعودها من حيث الإقبال و المتابعة و من حيث المضمون المعرفي للمداخلات بما يدعونا إلى خطّ عبارة شكر و تقدير لكلّ من ساهم و نظّم و اشرف و تابع ، يقول سقراط : "إنّ حياة لا توضع موضع تأمّل لا تستحقّ أن تستمر ".