تتواصل ردود الفعل المنددة بالفيلم المسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام لتعم مختلف دول العالم، ويتفاوت التعبير عن ردود الفعل هذه في حدّته فقد اتخذ شكل تحركات شعبية واقتحامات لمقارات السفارات الأميركية من جهة وتصريحات رسمية لم تنكر رفضها للفيلم ولكنها كانت أكثر ديبلوماسية في التعبير عن هذا الرفض من جهة ثانية .إذ انها أدانت الإحتجاجات العنيفة والتي تطورت الى اشتباكات أو اعتداءات أدت الى سقوط ضحايا في عدد من الدول، ولكنها في الوقت نفسه دعت الولاياتالمتحدة الأميركية- من دون ان تحملها مسؤولية مباشرة عن هذا الفيلم- الى اتخاذ خطوات عملية لمنع المساس بالأديان السماوية . وفي هذا الاطار نظم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس مسيرة حاشدة يشوبها الانضباط والتعبير الحر دون المساس بالممتلكات والاعتداءات العشوائية وإنما المطالبة بمحاسبة المجرمين في حق الدين وحق النبي عليه الصلاة وقد رفعت الشعارات وعلت الاصوات تردد عالية وتنتشر في ارجاء المدينة عبر طرقاتها الرئيسية التي عبرتها الحناجر الرافضة للإساءة للرسول الكريم وخاتم الانبياء او الاعتداء على المقدسات العربية والإسلامية مطالبين بتجريم كل الافعال والأعمال الحاقدة المسيئة والمشوهة للإسلام ومقدساته . لافتات رفعت وشعارات كتبت ونداءات اطلقت في الاجواء تعلن الاستنكار الشديد والتنديد بما تضمنه هذا العمل السينمائي من روح عنصرية ومن تحامل وإساءة للعرب والمسلمين . بيان وزع على الملا وعلى العبور وبقدر ما يساند الاتحاد الجهوي للشغل مواقف التنديد بهذا العمل المشين والمسيء الرديء والحقير فإنه يدعو الشغالين بالجهة الى التعبير عن سخطهم وتنديدهم بهذه الاعمال الحاقدة على العرب والمسلمين والتحلي باليقظة استعدادا للتصدي لمشاريع تركيع العرب والمسلمين من قبل الامبريالية الامريكية والصهاينة . هكذا التعبير عن الرأي والاحتجاج عندما تحكمه الخبرة والتأطير والعمل على ايصال الصوت بالطرق السلمية النابعة من ثقافة وحضارة المجتمع التونسي فلتلعب المنظمات دورها الفعلي ولينطلق المجتمع المدني في صناعة المواطنة لوضع حد لهذا الانفلات الشبابي الثائر والغير متحكم في عواطفه ومسيرة اليوم دليل يحققه الاتحاد الجهوي للشغل وكما عهدناه بخبرته في تنظيم المسيرات وترتيب السبل لتبليغ صوت المنخرطين فيه والمتعاطفين مع هذه المنظمة العتيدة .