الموظّفون ، هذه الشريحة الواسعة و المنتجة و الغارقة كذلك في مكابدة الحياة و مصارعة أزماتها و مناسباتها للظّفر بشيء من العيش ،،، هؤلاء الذين ربطت مصيرهم و طموحاتهم و حياتهم حاجة إسمها الشّهريّة ، الشهريّة هذا الغول الذي يترقّبونه و يعدّون الأيام التي تفصلهم عنه ليجدوا أنفسهم بعد أيام قلائل من ( رأس الشهر ) في نفس الدّائرة الجوفاء ،،، كل مرّة تزيد فيه الحكومة – تفتوفة – في الشهريّة إلاّ و تسبّق لها قائمة في ارتفاع أسعار المواد الحياتيّة المشتعلة أصلا ،و لكن الأمرّ من هذا هو الأفواه المفتوحة و المترصّدة للموظّف أينما حلّ و متى رمت به الحاجة إلى الصّنايعيّة و أصحاب الحِرف الذين عدّلوا أمخاخهم على (( ما هو زادوكم في الشّهريّة )) ، صاحب الورشة يقولها ، الجزّار و العطّارو الخضّار يقولونها ، سطى المرمّة والدّهّان و الخدّام كذلك يقولونها أصحاب وِرَش الكهرباء و الطولة ومن شابههم يقولونها – ما هو زادوكم في الشهريّة – و يضعونها مبرّرا لرفعهم في أجورهم و أسوام سلعهم ،،، مازالت الزّيادة لم تصل و الموظّف دفع أضعافها و في الأخير تطلع حساباتو خاسرة و يلعن هذه الزّيادة التي زادت حياته تعاسة و نفسيّته إحباطا و يكره عبارة (( ماهو زادوكم في الشهريّة )) .