كثيرة هي الرحلات السياحية التي شدت الرحال بمناسبة عطلة الشتاء إلى مدينتي طبرقةوعين دراهم قصد الترفيه عن النفس والتمتع بمناظر طبيعية خلابة ومنها الثلوج ..وكنت أنا من بين هؤلاء حيث تحولت ومن معي إلى عين دراهم وكان الكل يمني النفس برؤية الثلوج ..وكانت الثلوج يومها في الموعد .وفي البداية فرح الجميع بهذا الضيف الابيض اللون وتفننوا في التقاط الصور غير أن ذلك لم يدم طويلا إذ سرعان ما تغيرت الأحوال الجوية وتحول المشهد إلى عاصفة ثلجية وصقيع لا يطاق ..وتعطل كل شيء واضطررنا لقضاء ليلة كاملة في الحافلة في درجات حرارة تحت الصفر ..وكان الجميع يأمل في ان تصلنا بعض المساعدات كالاغطية على سبيل المثال لكن شيئا من ذلك لم يحصل رغم الاتصال بالحماية المدنية وبالحرس الوطني وحتى بوزارة الداخلية الذين وصلتنا منهم تطمينات فقط بالتدخل لفائدتنا .ويمضي الوقت طويلا ومعه بدا الجميع يتعب ويجوع وووو.. المهم ات الحل كان البحث عن مخرج ما .. ووقع اللجوء إلى سكان المنطقة الذين ابهرونا رغم الفقر الواضح بتعاطفهم معنا فتحوا لنا بيوتهم وأعدوا لنا الخبز لركاب حافلة سياحية كبيرة بها نحو ستين شخصا كما سمحوا لنا باستغلال دورات المياه في أي وقت من النهار او الليل وكل ذلك دون تذمر لقد أعطى هؤلاء درسا في الإنسانية بكل المقاييس وبالتالي علينا ان نتعلم منهم وأن نعاملهم بالمثل وأوجه دعوة إلى كل من يحمل بداخله ذرة إنسانية ان يسعى إلى تقديم العون إلى هؤلاء مهما كان نوعه