إعلان في إحدى الجرائد اليومية عن بيع سيارة رولز رويس لم تتحرك أكثر من 53 ألف كيلومتر ومصنوعة في الثمانينات…وهي على ملك رئاسة الجمهورية…ويبدو من خلال مواصفاتها أنها تلك السيارة الجميلة التاريخية التي أهدتها الملكة اليزابيت للزعيم بورقيبة…وشاهدناها في صور تاريخية كثيرة… يعني قطعة تاريخية ثمينة لا تقدر بثمن…ومكانها المتحف وليس صفحات بيع الخردة…أحاول ان لا أصدق إعلان بيعها مفككة كقطع غيار وببساطة وسذاجة…وإهمال قيمتها التاريخية الأصيلة وسوء تقدير رمزيتها…فهي لم تعد ملك شخص أو مؤسسة أو وزارة بل هي ملك التاريخ العظيم لهذا البلد…وترمز إلى مرحلة كبيرة منه…ولا يمكن تقدير ثمنها بالمال بل بميزان التاريخ والحضارة… هذا محزن جدا ويعتبر تهورا واستهتارا…وجهلا بالتاريخ…كأن البائع يساوي بين سيارة تاريخية لبورقيبة وسيارة شخصية لبلحسن الطرابلسي… يحدث ذلك في الجماهيرية التونسية العظمى…حيث كل شيء للبيع حتى التاريخ…