اختلف الناس حول مدى فاعلية و جدوى إعادة المسلسلات التونسية أو السيتكومات…فمن قائل إن الجمهور يطلبها لأنها أعمال جيدة…و لا يملها الناس مهما شاهدوها مثل "شوفلي حل"…و هي فرصة لتكريم الفنانين الراحلين أو حتى من مازال منهم على قيد الحياة وقد يكون ذلك إشهارا لهم…أو ربما يكتشفها من لم يشاهدوها كصغار السن أو الذين تابعوا أعمالا أخرى أو من كان مشغولا وقت عرضها…و من قائل إنها غير مدروسة خاصة إذا كانت متتالية…و الجمهور ملها…و تدل على ركود في حركة الإنتاج…و تجعل التلفاز لا ينتج الجديد و يقدم القديم "البايت و المجمّر"…و تهضم حق الممثلين الذين لا يأخذون أجور الإعادات التي تساهم في بطالتهم في انتظار دور موسمي قد يأتي في شهر رمضان المعظّم…و بقطع النظر عن الرأي الصحيح، فقد كنت ممّن تابع بشغف مسلسل "دروب المواجهة" على الوطنية 2…و لكن أصحاب التلفزيون لم يحترموا مشاهديهم عند إعادة هذا العمل…ذلك أنهم قدّموا يوم الاثنين الحلقة الثالثة عشرة من المسلسل…ليقفزوا يوم الثلاثاء إلى الحلقة الخامسة عشرة و الأخيرة من العمل…دون تقديم الحلقة الرابعة عشرة…و هذا الخطأ ليس الأول من نوعه…فقد أعادت الوطنية 2 في وقت قريب مسلسل "جاري يا حمّودة" و توقفت عند الحلقة الرابعة عشرة منه…ولم تقدم الحلقة الأخيرة…بل بدأت بعرض مسلسل آخر هو "حسابات و عقابات"…ثم قدموا في وقت لاحق الحلقة الأخيرة التي لم تعرض!!! و يقع نفس الخطإ أحيانا في سيتكوم "شوفلي حل" حيث لا تعرض الحلقات منظمة…و قد يقول قائل : " تستطيعون مشاهدة كل الحلقات على الانترنات."… فنجيب : " ليست الانترنات متاحة لكل شخص و ليست كل الأعمال متوفرة بها ثم إن المسألة مسألة مبدإ فهذه اللخبطة غير مقبولة "…لا أعتقد أن إعادة المسلسلات تكلّف أهل التلفزيون كثيرا من الجهد…و رغم ذلك لم يكلّفوا أنفسهم عناء التثبت من نظام الحلقات…و قد يحصل الخطأ لأنه بشري…و لكن لماذا لا يقع التفطن إليه بعد العرض بدقائق و يتم إصلاحه ؟…ولا ننسى أن هناك مجموعة من العاملين إذا أخطأ أحدهم يصحّحه الآخر…و لكن هل كلّهم لا يعرفون…أو لا يهتمّون؟…ثم إننا نتحدث عن مؤسسة كبيرة و عريقة و أخطاؤها محسوبة عليها خاصّة إذا كانت من الحجم الثقيل…و أخيرا فإن الخطأ قد يقع مرة…وقد نتفهم ذلك…و لكن ما لانقبله هو أن يتكرر…و بعد ذلك لا يوجد اعتذار من أصحاب القرار…حتى في شكل شريط مكتوب أسفل الشاشة…فما هذا الاستهتار و ما هذه اللامبالاة بالمشاهد ؟