ونحن على مشارف برمجة رمضانية لرمضان 2010 جديدة شدّ انتباهي من خلال متابعتي لاستعدادات المخرجين والمنتجين سيطرة «السيتكوم» التلفزي هذا الجنس الذي أسال لعاب المخرجين والمنتجين منذ تجارب حاتم بالحاج في «شوفلي حل» وقبله «عند عزيز» و«الأوتيل» حيث ستكون 3 أعمال من جنس السيتكوم حاضرة في نسمة من خلال «نسيبتي العزيزة» وفي «تونس 7» من خلال «دار الخلاعة». والسؤال المطروح كيف يمكن للمشاهد التونسي التوفيق لمشاهدة كل الأعمال دون أن يعصف توقيت البرمجة بذلك؟ وكيف يمكن لمتتبع أن يشاهد 3 سيتكومات في نفس التوقيت؟ وهل من الممكن الحديث عن منافسة نزيهة إذا كانت السيتكومات الثلاثة تحمل نفس الأفكار ونفس التوقيت ونفس التصورات وهل أصبح السيتكوم موضة التلفزة التونسية بعد أن أصبح الوان مان شو موضة المسرح التونسي؟وكيف يمكن تجديد الافكار والابتعاد عن التكرار والر وتين في سيتكوم يدوم 30 حلقة؟ وما نأمله ونتمناه في البرمجة الرمضانية القادمة هو أن لا تقبل أي تلفزة المشاريع القديمة والمتآكلة والمستهلكة والضعيفة في طرحها فهل يعقل الحديث عن جزء خامس وسادس وسابع من برنامج «فكاهي» أصبح مهترئا وصار فضاء للتهريج والضحك على ذقون المشاهد ونأمل أن تبتعد بعض الأسماء التي لم تتطور واحتكرت البرمجة الرمضانية في السنوات الأخيرة لتترك المجال لوجوه أخرى جديدة أو وجوه غابت واشتاق لها الجمهور كما نأمل أن لا نشاهد نكتا قديمة وبايتة وسكاتشات لا تستحق أن تبث إلا عبر أشرطة كاسيت. فقد فوجئنا في السابق أكثر من مرة بنكت سمعناها منذ عشر سنوات في كاسيت يقع تحويلها نفسها الى سكاتشات في التلفزيون دون أي إضافة رغم أن البعض مازال لم يقتنع أن التلفزة فيها تقنيات أخرى بعيدة عن الكاسيت وبعض الفكاهيين لو أظلوا في إطار حدودهم يقدمون تجارب في أشرطة الكاسيت لنجحوا ولما «شلكوا أنفسهم بالركاكة». كما نأمل أن لا تظهر نسخ مشوهة من الكاميرا الخفية التي دخلت لقلوب الناس مع رؤوف كوكة ثم وقع تقديم نسخ مشوهة ورديهة و«تاعبة» كلها فبركة وتمثيل وتصنع. أما بالنسبة للدراما فنأمل أن تكون الاعمال صادقة وفيها حبكة قصصية بعيداعن سيناريوهات رجع للدار فرحا مسرورا وبعيدا عن التهكم عن اللهجة الريفية وبعيدا عن تقبيح صورة التونسي وبعيدا أيضا في المقابل عن التجميل المبالغ فيه والسيارات والقصور والبذخ كما نرجو أن لا تقتلنا تخمة الاشهار التي تطول أحيانا.