من من جيلي ينكر أنّه تتلمذ على يد هذه الإذاعة ، فتعلّم منها فصيح القول و سداد الرأي و عمق المعاني و صفاء القيم ؟ من من جيلي ليس مدمنا إلى اليوم على الإنصات لبرامجها ، رغم سلطان الصورة و جاذبية مواقع التواصل الإجتماعي و كثرة الإذاعات ؟ مع ذلك أريد أن أقول للساهرين على البرمجة الصباحيّة على وجه الخصوص – و خاصة من الساعة 7 إلى الساعة 7.30 صباحا و هي فترة إستعداد ليوم عمل : رفقا بنا سادتي ، قليلا من الكلام و كثيرا من الموسيقى التي تطرب و تنشّط و تجعلنا متوثّبين للعمل أكثر ، مقبلين على الحياة بتفاؤل ، و الله تعبنا يا سادتي من هموم الحياة اليومية و من وجع السياسة و مشاكلها و مؤامراتها و من تخمة البرامج الرياضية وأخواتها ، إرحمونا و لا تزيدونا همّا على همومنا ، دعونا يا سادتي ننصت إلى النشرة الجوّية فأمرها يعنينا ، و لا تقاطعوا المقدّم بأسئلة من قبيل : ما هو الفريق الرياضي الذي تعشقه ؟ و ما علاقة هذه النشرة بمنشّط أكل سندويتش حار في مدينة مقدّم النشرة ؟ ثمّ أليس بمقدوركم تأجيل الحوارات إلى ما بعد الساعة الثامنة و تعويضها بأغنية نظلّ نردّدها دون أن نشعر طيلة كامل اليوم ؟ و إن كانت لديّ عديد الملاحظات النقدية ، فأنا أكتفي ببعضها ، حتّى لا يتصوّر البعض أنّني متحامل ، ناكر لجميل إذاعة ساهمت في تكويني و أنتجت فيها برامج لسنوات عديدة كمتعاون . هذه أخطاء بالجملة في نشرات الأخبار و عبارة "بل" تتكرّر في كلّ نشرة تقريبا و قد أحصيتها ذات مرّة لتتجاوز 5 مرات في موجز لا يستغرق أكثر من ثلاث دقائق ، فماذا لو حرص مقدّم النشرة على مراجعة و شكل النص الإخباري قبل عرضه علينا ؟ تماما كما نلاحظ أنّ الخبر كثيرا ما ينقل حرفيّا عن مصادر معلومة إلكترونيّا و دون إضافة أو إجتهاد ، و السؤال الأهمّ : لماذا تتصدّر الوقفات الإحتجاجية عناوين أخباركم ؟ أهذه حرية التعبير أم هي ثورجية أم شعبوية أم تشجيع غير مباشر ، خاصّة إذا تعلّق الأمر بقطع الطرق ؟ و قد كنت شاهدا ذات مرّة على من قطعوا علينا الطريق و عطّلوا مصالحنا و حرقوا أعصابنا ، و هم يتباهون بأنّ الإذاعة نقلت أخبار نشاطهم البطولي . وأخيرا و ليس آخرا ، رجاء ممن يستضيف ضيفا أن يفسح له المجال ليتكلّم و يجيب بالأريحيّة اللاّزمة و ألاّ يهمّش ضيفه ، فقد تابعت ذات مرّة برنامجا طبّيا على غاية من الأهمّية و الضيف دكتور جليل و كفء و لكنّ المنشّطة إحتكرت الكلمة لتجيب أحيانا عن سؤال طرحته و أنا متأكّد من أنّ المعلومة أخذتها عنه في الكواليس . رجاء و بكلّ لطف ، هذه إذاعتنا و ليس لدينا الحق في هجرها و لنا كامل الحق في نقدها والمساهمة في إشعاعها مع تقديري الكامل لبعض برامجها ذات المنحى الحقوقي و الديني والثقافي ، نقول هذا رغم شعورنا بغربة بعض العناوين علينا من فبيل Sport news أو "سلفي " أو غيرها من العبارات الهجينة التي دخلت قاموس الإذاعة فإن كان ذلك بإسم التطوّر فما هذا بتطوّر و إن كان ذلك مجاراة لإذاعات أخرى فإذاعتنا أصيلة مبدعة و إن كان ذلك بإسم "الجمهور عاوز كده" فتلك قصّة أخرى و للحديث بقيّة .