لطالما كنت مقدّم النشرة الجوية العارف بمهنته و المتقن لها. تطلّ علينا إطلالة بهيّة مشرقة بوجه ضاحك فتقدّم لنا المعلومات الضافية و الكافية عن أحوال الطقس. و في الإذاعات المختلفة نستمع لك أيضا فتقدّم لنا الإفادة. و بعد غياب عن التلفزيون من 1995 إلى 2003 عدت ثم الآن قررت الإدارة جلب وجوه جديدة! لا تقولوا لي إنه التقاعد لأن العزيز عبد الرّزّاق بالرحال مازال يعمل إلى الآن. و في الواقع كنت من مقدّمي النشرة الجوية القلائل الذين جمعوا بين التلقائية و الانبساط و العلم الواسع لأن النشرة الجوية ليست معلومات تقدّم بوجه عابس و لا هي نص يلقى دون علم بمحتواه. ككلّ عمل إنساني توجد نقائص لأنه في وقت من الأوقات كانت التوقعات الجوية غير دقيقة في بعض الأحيان و لكننا من يوم إلى آخر نلاحظ تحسن المردود في هذا الجانب. و كم كنا نستمع لك أيضا و لعبد الرزاق بالرحال و لعبد العزيز الكبيّر في بلاغات مختلفة (أمطار، برد شديد، رياح، تساقط الثلوج، تساقط البرد، موجة حرّ،…) فتقدّمون تحذيراتكم و تفسيراتكم المفصّلة. كم بإمكاننا الاستفادة من علمك الغزير في ندوات أو محاضرات ! في الواقع، كان بالإمكان الاستعانة بخبراء مثلك حتى يصبح تدريس النظام الشمسي (Le système solaire) – و لو بشكل مبسّط – في مناهجنا الدراسية في الإعدادي أو الثانوي سواء في مادة الجغرافيا أو في مادّة الفيزياء أو في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. باستثناء الملتقيات المحدودة في مدينة العلوم أو غيرها من الأماكن فإننا لا نسمع معلومات عن عالم الفضاء إلا في التوقعات الفلكية ! أما الكواكب و النجوم و حركة الأرض و الشمس و القمر و المجرات و الكسوف فإننا نفتقر إلى أدنى المعارف في شأنها. تحيّة لك و لزملائك الجدد و القدامى في المعهد الوطني للرصد الجوي بمناسبة اليوم العالمي للرّصد الجوّي (23 مارس) و دمت متألّقا دائما !