من يتحدثون اليوم عن إعادة كتابة التاريخ يبدو انهم لم يقرؤوا البحوث التاريخية الجامعية ,,,,في أذهانهم فقط كتب التاريخ الرسمي التي دائما كانت تسير في رحاب السلطة الحاكمة,,,,الجامعة التونسية لم تسر هذا المسار جل ان لم أقل كل البحوث التي اهتمت بشأن الحركة الوطنية خلال العهد البورقيبي لم تنخرط في جوقة التطبيل و التهليل و تم التأريخ في أطروحات و رسائل بحث للحركة النقابية و اليوسفية و المعارضة القومية و الاسلامية و اليسارية و للشخصيات المستقللة و للزيتونيين ….في عهد حكم بن علي أيضا تواصل نفس المسار أذكر في قسم التاريخ بصفاقس فقط اننا ناقشنا رسالة ماجستار حول تاريخ التجمع الاشتراكي و أخرى حول سليمان بن سليمان و ثالثة حول محنمد النافع ,,,,و نفس الأمر في سوسة و منوبة و 9 أفريل أطروحات حول محمود الماطري و حول حسن حسني عبد الوهاب و الطاهر بن عمّار و غيرها كثير ان المطلب الذي يجب أن يكون هو تجديد و تعميق كتابة التاريخ وفق المتطلبات المعرفية و الوطنية و ليس إعادة كتابة التاريخ فالبحث التاريخي ورشة متواصلة و لا أحد يملك الحقيقة …الوثائق فقط هي التي تدعم و تفنّد,,,, و مازاد عن ذلك هو تأويل و التاريخ في الأصل علم تأويلي … بالنسبة لهيئة الحقيقة و الكرامة وجب التجديد على ضرورة وجودها ان أردنا فعلا ارساء عدالة انتقالية أما الهيئة الحالية التي تقودها سهام بن سدرين..فهي بصدد خدمة أجندات ضيقة و مكشوغة وهي تبحث عن عدالة انتقائية و انتقامية عبد الواحد المكني