يحيي اليوم، عاملات وعمّال تونس، مع سائر عمّال العالم اليوم العالمي للشغيلة. وذلك تخليدا لذكرى نضالات الطبقة العاملة المجيدة، وتجديدا للعهد، على مواصلة مسيرة الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تأكيدا لدورهم الريادي في البناء والتقدم، باعتبارهم صناع الثروة الحقيقيون. نتقدم كحركات اجتماعية بالتحية لكل العاملات والعمّال المنسيّين في الحقول والمصانع ومختلف مواقع الإنتاج في ربوع الوطن بالفكر والساعد وكل النقابيين والنقابيات ومنظمتهم الوطنية العريقة الاتحاد العام التونسي للشغل، حتى نُحيي معكم هذه المناسبة ونحن ساخطون غاضبون: ../ على الفشل الحكومي ساخطون ../ على الفساد المستمر ساخطون ../ على التهرب الجبائي ساخطون ../ لأننا دون حقنا في الشغل ساخطون ../ لأننا دون حقنا في العمل اللائق ساخطون ../ لأننا دون حقنا في الماء، في الصحة، في التنمية، في البيئة السليمة ../ ساخطون غاضبون…، وفي ذات الأوان عازمون على تجذير نضالاتنا وتطوير أداء حركتنا الاجتماعية المتجذرة بتونس. وإزاء ما تعيشه كامل أرجاء البلاد من احتجاجات اجتماعية شاملة وعامة ونوعيّة، فان التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية، إذ تُجدد التزامها بالتمسك بالوطن كخيمة جامعة، فإننا كحركات احتجاجية سنظل دائما في طليعة المدافعين عن وحدته وسلامته ومناعته ضد كل الاخطار وفي مقدمتها الأفعال الإرهابية. كما أن نضالنا من أجل دولة مدنية عادلة تضمن حقوق مواطنيها وتعلي قيم الحرية والعدالة والمساواة، هي مسلمات لا نحتاج فيها لدروس ممن يطعن الوطن في الخاصرة بفساده السياسي والمالي وبالتستر على المُفسدين عبر توظيف القانون. لذلك نٌجدد التزامنا بمواقفنا التالية: ندين تجاهل الحكومة للحركات الاجتماعية ومطالبها في نية للالتفاف عليها. نسجل بارتياب الاستمرار في المعالجات السطحية وسياسة الحلول التسويقية الواهية التي لا تضمن الحد الأدنى من تطلعاتنا في الكرامة. ندعو الحكومة للاستجابة للمطالب العاجلة للفئات المنسّية. نُحذّر الحكومة من اعتماد الحلول الأمنية التي تدفع إليه أطراف من داخل السلطة والذي لن يؤدي إلا لمزيد من التأزم وخلق حالة من الفوضى لا تصب إلا في مصلحة الفاسدين. نُنبه إلى تعمّق حالة الانفصال عن اهتمامات عموم الشعب التي تنتهجها فئة مُتنفذة ولوبيات فاسدة تخترق الفضاء السياسي الاقتصادي والإعلامي لتُشّوه وتُحرّم الحراك الاجتماعي. نُجدد التزامنا كحركات اجتماعية بالدفاع عن المكاسب الأساسية للمسار الثوري في حرية التعبير وحق التظاهر. أيتها المنسيات ايها المنسيون في كل ساحات النضال الاجتماعي، ان عجز كل الحكومات المتعاقبة على وضع البلاد اقتصاديا واجتماعيا على طريق الإنقاذ الفعلي يدفعنا اليوم جميعا إلى حماية الوطن وتوحيد طاقاتنا وقدراتنا على التعبئة الجماهرية الواسعة من أجل الدفع باتجاه سياسات تقطع نهائيا مع الماضي البعيد منه والقريب، وتضع حدا لتنفذ مجموعة من الفاسدين والعاجزين والراضخين للوبيات الاستغلال والنهب داخليا وخارجيا. المجد للشهداء ولكل العاملات والعمّال في عيدهم العالمي المجد للمنسّيين والمحرومين