الى هؤلاء الذين لا يسامحون ، من طلب منك سماحا ، من وقف على بابكم ، من طلب منكم خروجا عن المبادئ و عن القانون ؟ تغالطون الناس اليوم ، كما غالطتم شعبا كاملا ، بكلام ثورجي ، بشعارات كاذبة ، يا ايها الذين لا تسامحون . هدمتم وطنا غاليا ، شردتهم شبابا ، أضعتم نخبا ، باسم حرية ، باسم عدالة لم نرها ، و باسم " قانون ". جاءتكم سفارات ، زرتم دكاكين ، جاءتكم منظمات ، وقفتم على ابوابها ، أغدقت مالا ، تجوسست ، بثت فيكم افكار الجنون . عقدتم ندوات و بعدها ندوات ، وضعتم هيئات و اية هيئات ، كلفتم الفقراء و المحرومين ، و شباب تونس ، ملايين المليون ! قلتم من اجل مصالحة ، لانطلاقة جديدة!! اين المصالحة ، اين الانطلاقة ؟ يا ايها الذين من زمان لا يعملون و لا يصلحون. أخذتم السلطة ، أخذتم المال، لا الحريات كانت هدفا ، لا الشفافية ، لا التشغيل ، لا العدالة بين الجهات ، و لاهم يحزنون. غررتم بناس ، فقّرتم أناسا هدمتم دولة ، أربكتم امنا ، ما أنتم بهذا الوطن باسم النبي محمد فاعلون. محاسبة ثم مصالحة ، مصالحة بعد محاسبة ، المعادلة هذه لم افهمها الى اليوم ، فان انتم حاسبتم : عن اية مصالحة تتكلمون! دستوركم هذا ، امتلأ حقوقا ، امتلأ عدلا ، و في اخره استثناء ، وعد فيه ان للمصالحة الوطنية نعلٌق القانون. لا المصالحة حصلت ، و لا المحاسبة ، الاستثناء حاد عن أهدافه ، استخدم عبثا، لا القضاء أتم مساره العادي ، و الصلح مرهون . سبع سنين كاملة و نحن هكذا، كمن يمشي ناظرا الى وراء ، يا ايها الذين يريدون مشيا و لا يمشون . رجال أعمال ابتزوا ، شردوا، ساومهم هذا، هددهم ذاك ، جل المؤسسات عطلت ، فعن اي نمو جديد تبحثون ؟ لم يطالب احد بالسماح ، لا احد طالب بالإفلات ، باللاحساب ، كل ما طلبوه : عدالة القضاء و احترام مبادئ القانون. لا لاجراءات مغشوشة ، لا لقضاء خاص ، لا لهيئة انتقالية، ظاهرها صلح ، و الحقد فيها مدفون مدفون. يا انت الذي لا تريد السماح ، اترك للقضاة اختصاصهم ، لا تخرق مبادئهم، فمن أجل المصالحة دون سواها، المحاكم يبعدون. يا فقراء تونس ، يا من ليس لهم عمل، يا نخب بُهذلت ، و نخب شُرّدت ، لا تنساقوا في مسارات لاوطنية يخطط لها اخرون . طوينا صفحة ، صار عفو ، صار تعويض ، صار تشغيل ، عن اي بقية باقية من التعويض و التصالح تبحثون؟ ذهب فساد جاء فساد، فساد بارقام و فساد بدون ارقام ، بارونات المافيا و الفوضى اليوم على الهلاك يلتقون. مشى نظام أتى نظام ، الفقر يزداد و اليأس يعم جميع الناس، فعن اي نظام تتكلمون ؟ و اي نظام لا تسامحون؟ من كان مشردا من كان معذبا ، عرف معني التسامح ، أظهر كل التسامي، و من لا نضال لهم و لا تضحيات شعار الانتقام الان يرفعون. تونس سوف تبقى ، الوطن سوف يرقى ، ان اندس غرب فينا ، و ان توغل شرق ، عزيمتنا أقوى و اقوى من الذين ، باسم الاخر، ينطقون . هولاء الذين عنهم قلتم بذيء الكلام ، كوادر ، رجال اعمال ، مسؤولون ، خدموا وطنا ، حققوا أرقاما ، ما انتم عليها اليوم قادرون . من يحاسب من ! من يحاكم من ! وصلنا يا تونس لهذا ، لأننا منذ البداية ، فوتنا الفرص ، أضعنا الزمان ، بقادة ينتظرون .