من حق الاتحاد العام التونسي للشغل ان يدعو لإضراب عام متى يشاء .. ومتى يرى بأنّه مُعرّض إلى خطر داهم .. ومتى يعتقد بأنّ مصلحة البلاد تستوجب ذلك .. ومتى يتأكّد بأنّ مصالحه أصبحت مهدّدة .. ومتى تفرض عليه حساباته الضيقة والواسعة أن يفرض ذلك .. ولكن ليس من حقّه أن يفرض إضرابه على أيّ كان بالغصب والإكراه والتهديد وإغلاق المؤسسات .. وأنا أعي جيّدا ما أقول لسببين .. أولهما التاريخ القريب لسجّل إضرابات الإتحاد وأتحدّث هنا عن صفاقس التي أعرف جيّدا ما الذي دار ويدور فيها .. واسألوا الاساتذة في إضرابهم الأخير عمّا تعرّض له المربّون ممن رفضوا مبدأ الإضراب وأرادو العمل .. لقد وقع تهديدهم وتأليب التلاميذ عليهم وممارسة شتّى أواع الهرسلة لثنيهم عن موقفهم .. وقبل ذلك ما حصل بمؤسسات مثل الصوناد والستاغ والمندوبية الجهوية للتعليم وغيرها كثير عندما قرّر الاتحاد الدخول في اضراب عام بالولاية وتمّ إغلاق هذه المؤسسات بالسلاسل حتى لا يتمكن الأعوان الراغبين في العمل والرافضين للإضراب من الالتحاق بمكاتبهم .. هذا السبب الأول أمّا السبب الثاني الذي جعلني أوجّه هذه الدعوة فهو ما بلغنا ومن مصادر جديرة بالثقة أنّ ثمة تحضير على قدم وساق لفرض إضراب يوم غد بالقوة على الموظفين والعملة والتحضير لإغلاق المؤسسات بالسلاسل الحديدية لمنع كل من تسوّل له نفسه بالعمل من ذلك .. كما علمنا بأنّ ثمة توصيات لممارسة شتّى الوسائل لإنجاح الإضراب بصفاقس وإثناء كل ما من شأنه أن يعرقل الوصول الى الهدف المنشود نظرا لحجم الولاية وثقلها .. على كل نحن من جهتنا نتمنى أن يكون ما بلغنا مجرّد وشايات كيدية داخلة فيما يسمّى بالمؤامرة الكبرى لضرب الإتحاد ودوره القيادي في البلاد .. ونطلب فقط من النقابيّين ومن الإتحاد العام التونسي للشغل أن يترك للناس حريّة الاضراب أو العمل .. وهذه إحدى حقوق الشغّال بالمناسبة وليست مزيّة من أحد .. ونطلب احترام موقف كل عامل مهما كان .. دون ممارسة أي تضييق عليه أو تهديده أو إغلاق ابواب المؤسسة في وجهه من اجل انجاح الاضراب .. فهل بلغت الرسالة إلى أصحابها ؟ أرجو ذلك .. ولنا عودة للموضوع يوم غد بإذن الله .. إمّا تأكيدا أو نفيا لما وصلنا