وأُلغِيَ الإضراب العام أخيرا .. ونجت تونس من قفزة نحو المجهول وحده الله يعلم كيف كانت ستكون نتائجها وعواقبها على البلاد والعباد .. ألغي الإضراب العام .. وتمكّنت النخبة السياسية التي لا تحمل من النخبة إلاّ الاسم تمكّنت ولو لمرّة واحدة على الأقل أن تضع مصلحة تونس أوّلا .. وأن تمنعها من الإنزلاق نحو الهاوية .. فتوافق الفرقاء وان لم يتفقوا .. وإجتمعوا على إلغاء الإضراب وإن لم يُجمعوا .. وسدّد كل طرف لكمة لخصمه وإبتلع أخرى .. وخرج البيان المشترك أخيرا كما قرأناه .. ولن أدخل في تفاصيله وتحليله .. ففي التفاصيل يسكن الشيطان كما يقولون .. فقط إسمحوا لي أن أوجّه الدعوة للجميع وأبدأ بنفسي .. وهو أن نترفّع عن لغة التشفي .. والمغالاة .. والحقد الأعمى .. ليكم خطابنا في مستوى الحدث .. وفي مستوى حساسية اللحظة .. ولنتذكّر بأنّ تونس عليها أن تكون في قلوبنا أوّلا وأخيرا .. ثمّ علينا أن نعرف بأنّ الذئاب تحيط بالبلاد من كل جانب .. فلنسع إلى حمايتها وشفائها لا أن نكون جزءا من مشاكلها وسبب دائها .. ولعلّ ما حدث على حدودنا مع الجزائر مؤخرا من شأنه أن يُذكّر كل من نسي .. بما ينتظرنا .. نعم نختلف .. نتصارع نتضارب .. “ناكلوا لحم بعضنا” ولكن حين تكون تونس في خطر .. فكلنا عندها توانسة .. وأي صفة أخرى يجب أن تُداس .. أن تختفي وتذوب .. تحت راية الوطن .. فقط كلمة أخيرة لعشاق الفايس بوك .. رجاء إحذروا من كل الأصوات المشبوهة التي لا يعنيها شيء قدر أن تُشعل نيران الفتنة وتنفخ فيها بلا هوادة .. لا تكونوا أياديها التي تتلاعب بنا .. ولا الريح التي تنشر نيرانها في نفوسنا .. فوطننا لم يعد يحتمل أكثر .. وآه لو تعلمون ماذا يُعِدّ المتربّصون والخائنون والمأجورون لوطننا.