الحليب مخترق والأزلام تحدد الالتزام وتحرض الأبقار على إسقاط النظام … وزير الفلاحة يرد : قوى خارجية تتدخل في شؤون الابقار ولجنة تصحيح المسار تحتار في تنظيف الديار … مجالس حماية الحليب تثور وتدور وتضرب بقوة الاضطراب والأضرار فادحة … بيان تصحيحي توضيحي يرسله الحليب ويصيح : انا السائل الأبيض الناصع الغارق في لفافات القطن ومن الآن سأختفي داخل مخازن التجار … أتسرب من راء الأبواب الخلفية للمحلات ويشترط في تناولي بذل الجهد للحصول على لتر من سوائلي لابد من رحلة عناء في اروقة المغازات وتنفيذ شروط الرفع والمرافقة ومنع خروجي وحيدا إلا صحبة اصدقائي وأبناء مشتقاتي … ولا اخرج إلا سرا ومختفيا في المسلات السوداء أنا الابيض الناصع … جمعية الدفاع على المستهلك المسكين ترد : اليوم الحليب طار واعتلى قائمة الاسعار وصار يجلب بالدولار ويختفي عن الانظار ويعلن الاستمرار في نشر الدمار ويضغط على القرار ويلوح بالانتحار وهو من يحدد القرار وتعلن الابقار على بداية المشوار والإضراب عن در الحليب وتعليق وغلق ومقاطعة التبن والاعتصام الى اخذ القرار دون احتقار واحتقان وإعلان الإستنفار حتى تحقق المطالب . رد الحكومة الامعان في اخذ القرار وإعلان ارتفاع الاسعار وتحريم الاحتكار وتجريم الانتشار . غاب الحليب عن الدار وصار اغلى من الافكار . مجالس الفتاوى ترد : أعلن الشيخ الصبور والوقور مفتي البلاد اثر نزله على الزناد فتوى في تحريم الحليب واستهلاكه من قريب وحث صدور الأمهات على بذل الجهد في ما يشجع على خير البلاد أن يكثرن في تقديم الرضاعة الى كل العباد لترتوي الأكباد . الحليب يصعد الموقف ويختفي ويعلن الجهاد ولن يبرح ثدي الأبقار إلا بعد تنفيذ القرار وجبر الاستهلاك على تغيير العادات وترك الاجتهاد لتعود المشتقات ترتزق وتحضر على الطاولات . الحكومة تجتمع وتقرر : لا سبيل للحوار ولا حل بدون فك الاعتصام والعودة الى السوق لتسوق قرار تزويد من خارج البلاد ومن وراء البحار وترفض هذا الاستعمار وهذا الاحتكار وتضغط على الحليب حتى الإنهيار وتعلن التعويض وزيادة الأسعار ليفرح الفلاح ويعلن الأفراح ويوقف الإنتاج وتعتلي أزمة الحليب قائمة الطلبات فتصيح اغلب العباد الحليب مقطوع وغيابه مشبوه وغلائه مدفوع وبائعه مسبوغ . اثر المداولات والتشنج والنقاش والحكومة ترضخ للقرار وتعلن الجلوس على الطاولة … الاسبوع المقبل جلسة حوار تجمع الاطراف لدراسة الاهداف والائتلاف وتقريب وجهات النظر والتنازل للحليب ليفسح الطريق ويكرم الرحيق ليرتوي النهيق وتتراجع القرارات ليعتلي الحليب منصة التتويج ويبقى عاليا لا تطال ايدي المواطن الكريم بعد جبر الضرر وتخفيف العبر .