سفيان الشّعري.. قامة من قامات الفن التونسي.. يحبّه كل الناس.. بدأ رحلته الفنية كتقني ثم اتجه إلى التمثيل.. قدّم أعمالا في المسرح و السينما و التلفزة حيث نشّط للأطفال حصة " سفيان شو " و شارك في عديد المسلسلات.. و لكنه عُرف بالسيتكومات فاكتشفناه أكثر في سلسلة " عند عزيّز " و عانق الإبداع في سيتكوم " شوفلي حلّ " بأجزائه الخمسة حيث اشتهر بدور السّبوعي.. الشخصية المضحكة التلقائية المشاكسة.. السبوعي هو واحد منا موجود في مجتمعنا.. كلنا يعرف من يشبه ذلك الشخص بعفويته و سذاجته و حيله و كسله و كرمه و إيثاره للآخرين و روح دعابته… الكوميديا فن صعب أتقنه المرحوم سفيان الشعري فأمتعنا و أضحكنا لأنه كان ذكيّا و محترفا.. الكوميديا ليست تهريجا و لا ركاكة و قد استسهلها أشباه الفنانين اليوم و الذين لا يجتهدون في اختيار المواقف الساخرة و صياغة سيناريو جيد لها و يَضحكون قبل أن يضحك المتفرّج.. في حين أن الفكاهي يقول نكتته بجدّيّة و المشاهد هو الذي يبتسم.. و الفكاهي يُمتعك حتى دون أن يتكلّم بقسمات وجهه أو بحركاته و ما أجمل الفن الصامت فن " شارلو" ! مازلنا نعيش على ذكرى ذلك السيتكوم الناجح و في إعاداته المتكرّرة تطرح التلفزة طلبا لواقعنا الدرامي و الفني فتقول " شوفلي حل " ! تُوُفِّيَ سفيان الشعري في 22 أوت 2011 في شهر رمضان بسبب نوبة قلبيّة مفاجئة عن سن 49 عاما.. و لكن السّبوعي حيّ في قلوب المشاهدين لأنه أخلص في عمله و أعطى روحا لأدواره التي جسّدها.. فرحمه الله رحمة واسعة !