" معهد 15 نوفمبر كان صرحا فهوى " هذا عنوان لتدوينة مختصرة جاءت على دفعتين بموقع الصحفيين ، ليتمّ تداولها على نحو واسع ، دون وعي بتداعياتها السلبية ، لا فقط على نظرة الرأي العام بل و كذلك على نظرة التلميذ لمعهده في زمن التمرّد على المؤسّسة و في لحظة تاريخيّة فارقة تقتضي الإعتداد بالإنتماء و الثقة بالذات بدل جلدها و تجذير الفعل التربوي بدل بخسه و إعلان سقوطه.على أساس من ذلك نتساءل : أيّة رسالة يريد صاحب الرأي إبلاغها و هو يبشّر بالسقوط إلى الهاوية ؟ و هل من المعقول أن نستند إلى بعض مواطن الإرتباك في جداول أوقات هذا القسم أو ذاك أو إلى الغياب المؤقّت لحصص الرياضة ( بإعتبار عدم تعيين حافظ الأثاث إلى اليوم ) حتّى نحكم على مسيرة مؤسّسة تربويّة عريقة و مشعّة بالتداعي و السقوط دون تقدير لما يبذله الأساتذة و المسيّرون من جهد في التربية والتكوين و التأطير و تحقيق أفضل النتائج حتّى في سنوات التراخي و التمرّد على مؤسسات الدولة ، أكتفي هنا بالإشارة إلى أنّ المعهد حقّق في سنة 2017 نسبة نجاح تفوق 76 بالمائة في إمتحان الباكالوريا بجميع شعبها ( عدى شعبة الرياضة ) و هي كما نعلم سنة كبيسة على مستوى النتائج الوطنيّة ، و لا يخفى علينا إسهام المعهد في تعليم و تكوين خيرة إطاراتنا الفاعلة اليوم في الداخل و الخارج رغم تواضع الإمكانيات … ألم يكن من الأجدر لفت النظر إلى مشاكل القاعات ( 45 قاعة و 10 قاعات إختصاص ل 1550 تلميذ و تلميذة لهذه السنة تحديدا ) و إلى مشاكل التجهيزات الرياضية و الخرائط و المخابر العلميّة فضلا عن التجهيز الكهربائي المهترئ لقاعات تمّ تشييدها في خمسينيات القرن الماضي و قد سكنت الرطوبة مفاصلها و خيّم البؤس على أركانها و هي التي تحتوي على طاولات متآكلة و قد تحطّمت أوصالها فإهترأ الجلد وبرز العظم لتكشّر المسامير على أنيابها ، كلّ ذلك و هي لاتزال صامدة ، فلا المسؤولين تحرّكوا و لا الأولياء تبرّعوا و لا الباحثين عن الأجر تفطّنوا ، و ليس لنا و الله إلاّ أن نقول " كان الله في عون التلميذ و الأستاذ و المسيّر معا ".مع ذلك و رغم تفهّمنا لمشكل القاعات فإنّنا نتساءل عن مآل مكتبة المعهد و هي التي تحتوي على كتب نادرة و قيّمة لا توضع على ذمّة التلميذ أو الأستاذ الباحث و هذه بالفعل مشكلة تستدعي حلاّ إستعجاليّا ؟ … نقولها دون تردّد إنّ التوصيف المشار إليه بدا لنا قاسيا إن لم نقل متحاملا و إنطباعيّا ، مشحونا بالأحكام المسبقة و المتسرّعة بما يجعل منه إدّعاء يتنزّل ضمن محاولات التشكيك في كلّ ما هو منجز، و ها هي رياح التشكيك تطال هذه المرّة إحدى مناراتنا العلميّة و مؤسّساتنا التربويّة و مصدر فخرنا و إعتزازنا .