هذا المشهد من طريق قرمدة نراه في كل طرقات صفاقس.. أشجار يابسة شبه ميّتة أو ميّتة لم يبق فيها سوى الحطب ! مناطق شاسعة مقفرة موحشة لا يستفيد منها أحد رغم وجود الأراضي و ما حبانا الله به من طقس معتدل في بلادنا حيث الشمس و الأمطار و الحرارة و البرد مما يسمح لنا بغراسة معظم أنواع الأشجار.. لقد غابت العزيمة عن المواطنين و عن الدّولة لتشجير هذه المساحات المهدورة من ترابنا الثمين.. و من أكثر ما يذبل و يموت في صفاقس أشجار اللوز و كنا قد تحدّثنا عن ذلك سابقا.. ننادي بحملة تشجير شاملة في صفاقس تشمل كل المناطق و كل أنواع النبات و الأشجار حتى نحمي مدينتنا من خطر الانجراف و التصحر و حتى نحقّق أمننا الغذائي خاصة في ظل الارتفاع المشطّ للأسعار بالإضافة إلى توفير الهواء النقي و تزيين مدينتنا بمساحات خضراء ذات مناظر خلابة و توفير الظل و بقاء سلالات الحيوانات و الطيور و غير ذلك من الفوائد البيئية الجمّة.. و المناسبة سانحة لذلك و نحن نتّجه إلى آخر فصل الخريف موعد التشجير و مقدمون على عيد الشجرة. لا تنسوا أننا شعب الفلاحة عبر التاريخ و أن ازدهارنا الاجتماعي و الاقتصادي و القومي من ازدهار فلاحتنا و أن أجدادنا معظمهم فلاحون و أن القطاع الأول و الأساسي في تونس هو القطاع الفلاحي إذا نما ينمو معه قطاع الصناعة و قطاع الخدمات و منها السياحة.. فلا تلهنا النقاشات السياسية و الاجتماعية و التكنولوجيات الحديثة و مظاهر الزينة و البرجوازية عن العناية بأرضنا الطيبة المباركة.. كل قدير و قدرو.. لن نصبح كلنا فلاحين و لكن نساهم في التشجير و لو قليلا.