لا يُخفي فلاحو« عمدون»، لاسيما الريفيون منهم حسرتهم على توقف تدخل ديوان الشمال الغربي، وتخليه نهائيا عما كان يقدمه للجهة. وقد ذكر هؤلاء عدة خدمات افتقدوها، منذ أن علق ديوان الشمال الغربي أشغاله ومن أهمها المسالك الفلاحية والتي فتحها الديوان لأول مرة في أراضيهم وسهل عليهم بذلك عملية التنقل، غير أنه وبحكم توقف أشغال المشروع، خسرت المنطقة الحصة التي كانت تتعهدها بالاصلاح، وبحكم تعرضها الى الجرف والتعرية بسبب الأمطار عبر السنين، مازالت تتآكل يوما بعد يوم حتى بلغ الحال ببعضها الى عدم الصلوحية نهائيا.
تحسين السلالات الحيوانية من أبقار وخيول وحمير، لقد استطاع هذا المشروع باحضاره عددا من الفحول الى مختلف الجهات التي شملها بأعماله، الى تحسن ملحوظ في السلالات المحلية بنسبة تتجاوز 60 % خاصة الأبقار التي كان يغلب عليها الحجم الصغير والحليب القليل، وانعكس ذلك ايجابا على انتاج الحليب الذي زاد بكميات جيدة وشجع الفلاحين على بيعه.
يُعاني الفلاحون اليوم مشكلة التلقيح خاصة الاصطناعي التي تعتبر تكلفته باهضة جدا.
أما بذور نبتة « السلة « التي يبحثون عنها فلا يجدونها، فقد كان الديوان يقدمها مجانا ومن مزاياها أنها تدوم سنتين على التوالي بعد بذرها، كما تتمتع بمردودية عالية. ومن أهم ما يُحسب له كانجاز، تدخله لحماية الأرض من الانجراف وقد لاقى ذلك معارضة من الفلاحين في البداية كونه سيُضايقهم في رعي مواشيهم، لكن العمل كان مفيدا عندما قام الديوان بتشجير معظم الشعاب التي تشق الأرض وتأكل منها سنويا حيث أوقفت شجيرات «الأكاسيا» سريعة النمو هذا التوسع وحدت من الزلازل السطحية للأرض بسبب الماء.
أما اليوم وبعد أن تخلى المشروع عن انجازاته، فقد تقلصت الأشجار في أماكن واختفت في أخرى، أمام الرعي الجائر والقطع العشوائي لأنها أصبحت من دون حراسة، هذا فضلا عن الأراضي التي لم يشملها التشجير أصلا وهي عُرضة اليوم الى خطر الانجراف.
وأمام تراجع هذه المكاسب التي حققها لصالح الفلاحين، فان معظمهم يتطلع اليوم الى عودة الديوان لسالف نشاطه، ويناشدون كل من له صلة بهذا الموضوع أن يكون معينا على ذلك، ويأملون في هذا السياق أن تتغير الذهنية لترى الأمور من زاوية المصلحة الوطنية قبل أن تكون لصالح جهة أو فرد.