فساد، مواطن فساد، فاسدون…….. وكأن البعض أصبح يجد المتعة في استعمال هذه العبارات و ذكرها في سياقها أو غير سياقها. بل و يتلذذ بمعجم الفساد و يلصقه بكل ما لا يتماشى مع أهوائه و ميولا ته. هذا حال أحدهم الذي عمد في مقال صحفي كتبه بإحدى الصحف الورقية يتهم به الإدارة الجهوية للبريد بصفاقس بالفساد. لا، بل يصنف هذا الفساد إلى صنفين! الأول و هو الذي يراه صاحب المقال بالكبير ألا و هو عدم استكمال بناء المقر الجديد للإدارة الجهوية للبريد بصفاقس و الصنف الثاني و الذي وصفه بالفساد الصغير و المتمثل في قرب ولادة عون نافذة بمكتب بريد العالية المتواجد بطريق العين ! نعم لا تتعجبوا في ذلك فقط أصبحت الحياة الشخصية لعون البريد مجالا للذكر في بعض الصحف و خوف صاحب المقال من عدم تعويض العون اثر الولادة قد يدفع برئيس المكتب إلى غلق أبوابه في وجه الحرفاء ويواصل صاحب المقال تنبؤاته و خياله الشاسع و يصف ما سيحدث بكونه "فساد في فساد" . و في هذا الصدد أشير بان مكتب بريد العالية و الذي شهد نقلة نوعية من حيث الحلة الجديدة التي أصبح فيها مقره الجديد يعمل بصفة عادية و سير العمل به لم يشهد إشكاليات تذكر مع العلم و أن الإدارة الجهوية ستقوم بتعويض كل عون نافذة يتغيب لسبب ما (مرض، ولادة…..) دون أن ننكر النقص في الأعوان. كما أنه و من خلال موقع الصحفيين بصفاقس قمنا بتقديم مزايا البطاقات الالكترونية للبريد التي تمكن مستعملها من النفاذ إلى عدة خدمات عبر الهاتف الجوال أو الانترنات كخلاص الفواتير و شحن الهاتف الجوال و استقبال الحوالات من جميع المؤسسات مثل الكنام و الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. و هذا من شأنه أن يخفض الضغط على مكاتب البريد إضافة إلى تركيز تطبيقه إعلامية تتمثل في حجز قصاصات الأولوية عن بعد بمكاتب البريد المجهزة بالمنظومة الذكية للتصرف في الطوابير . أما موضوع "الفساد الكبير" الذي أشار إليه كاتب المقال و هو مقر الإدارة الجهوية للبريد فان التأخير الحاصل يعود إلى تراخي المقاول و عدم التزامه بالعقد المبرم معه على أن يتم تسوية الملف عاجلا . أما السنوات التي ضل فيها المشروع معطلا فلا دخل للبريد فيه نظرا لارتباط المشروع بالمسؤولين عن التراث الذين تشبثوا بمثال عمراني يتماشى مع طبيعة المكان. على أي فساد يا سيدي الكريم تتحدث ؟ ليس بهذه الطريقة يكون النقد و إن سعيت أن "تحب أن تفهم" فما عليك إلا أن تتقصى جيدا و تتحرى في المواضيع قبل التجني على مؤسسة في عراقة البريد. هذه المؤسسة التي وجب عليك الافتخار بها و هي الرائدة في عدة مجالات و يشهد بقيمتها العديد على المستوى الوطني و الدولي. كيف لا و هي الموجود في كامل ربوع الجمهورية (أكثر من 1000 مكتب) كيف لا و هى صاحبة 4 مليون حريف في الادخار. كيف لا تفتخر بمؤسسة عمومية تونسية كان و لا يزال شعارها " نخدمو باش نكسبو ثقتكم"