أُعْطِيَتْ إشارة انطلاق موسم جني الزيتون منذ يومين وسط تبشيرات بصابة وفيرة هذه السنة و هذا كلامهم و قد تكون الصابة أوفر من الأرقام المُعلَن عنها و هم الذين عوّدونا بإخفاء الأرقام الحقيقية.. و لكن كالعادة " خيرنا ماشي لغيرنا " و خيرات بلادنا تُباع بأثمان باهضة.. فلقد حُدّدت أسعار اللتر الواحد من زيت الزيتون بين 9 و 11 دينارا.. و هذا الصباح أراد أحد المواطنين أن يشتري لترا من زيت الزيتون " ذواقة " من أحد المعاصر المشهورة فاصطدم بأن سعر اللتر ب 11 دينارا يعني " على وضوك يا سي خليفة " منذ البداية ذهبوا إلى الحدّ الأقصى في التسعيرة.. و عندما تقول لعامل المعصرة إن التسعيرة محدّدة يجيبك بغلظة " برّا اشري من عندهم " و " خوذ و إلا سيّب " و " مازال يزيد يغلى "… نلوم بدرجة أولى وزارة الفلاحة التي لم تتّخذ إجراءات صارمة في التسعيرة بل بالعكس زادت تصريحات وزير الفلاحة الأمر سوءا حين قال إنّ زيت الزّيتون ليس من عاداتنا.. و نلوم أيضا المواطن الملهوف الذي يدفع و يشتري كميات كبيرة مهما كان الثمن و لهذا يستغلّ كل التجار الفرصة للتّمعّش من ذلك.. إلى المضاربين و المحتكرين و الوسطاء و المصنّعين و التجار نقول : " احذروا زوال النعمة و غضب الله بسبب جشعكم " و إلى أصحاب القرار و المواطن الملهوف المبذّر : " لا تطغوا ".. هناك آية قرآنية تنطبق على بلادنا تونس و قد بدأنا نرى بعضا من تجلّياتها يقول فيها سبحانه و تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ "