صورة للوضع في تونس تبين علامات انهيار الدول أذكر بها كافة مكونات المجتمع المدني وهي في شكل بعض الأسطر التي كتبها العلامة ابن خلدون في مقدمثه الشهيرة 7 قرون إلى الوراء وكأنه يعيش معنا اليوم في تونس جاء فيها ما يلي: "…عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدعون والكتبة والقوالون والمغنون النشاز والشعراء والنضامون والمتصعلكون وضاربو المندل وقارعوا الطبول والمتفيقهون وقارؤوا الكف والطالع والنازل والمتسيسون والمداحون والهجاؤون وعابروا السبيل والانتهازيون. تنكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختطلط (برفع حرف الياء)، يضيع التقدير وتختلط المعاني والكلام ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل. عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف وتظهر العجائب وتعم الإشاعة ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق ويعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق وتظهر على السطح وجوه مريبةوتختفي وجوه مؤنسةوتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه ويصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقا وإلى الأوطان ضرب من ضروب الهذيان ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الانتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين ويتقاذفون أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة وتسري الإشاعاتعن هروب كبيروتحاك الدسائسو والمؤامراتوتكثر النصائح من القاصي والداني وتطرح المبادرات من القريب والبعيد ويتبدر المقتدر رحيله والغني أمر ثروته ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار ويتحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين ويتحول الوطن إلى محطة سفر والمراتع التي نعيش فها إلى حقائب والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات…"