لطالما اشتكت الدولة من شح الموارد المائية و من أهم الأسباب التي تسوقها لنا الجفاف و قلّة الأمطار.. و هو ما يؤدي إلى ضعف تدفق المياه أو بعض الانقطاعات خاصة في أوقات الذروة في فصل الصيف أو في غلاء تسعيرة الصوناد.. و ها قد نزل الغيث النافع بغزارة و عمّ جميع مناطق البلاد.. و لكن من المؤلم أن نرى كل تلك السيول الجارفة من المياه تذهب سدى.. و هذه ليست المرة الأولى.. هناك سوء استغلال للمياه.. كيف حال السدود و الخزّانات ؟ لقد سمعنا سابقا عن عدم تجهيزها لتخزين المياه و الخطأ دائما يتكرّر.. و كذلك لم تعد لدينا فسقيّات لتجميع المياه مثلما كان ذلك عبر التاريخ.. و حتى على الصعيد الشخصي لدينا عادة حميدة في صفاقس لاستثمار مياه الأمطار و هي بناء المواجل.. و نرجو ألا تندثر هذه العادة بل نريدها أن تعم كل الجهات لا سيما تلك التي نرى فيها العائلات تقطع مسافات طويلة لجلب المياه شبه العذبة.. علينا باستغلال نعمة غزارة الأمطار.. حتى لا نشتكي بعدها من ضعف الموارد المائية و نبحث عن حلول شاقّة و مكلفة مثل تحلية مياه البحر و الحال أنه بإمكاننا تجنّب ذلك بشيء من الحكمة.