لا تكاد تدخل مدينة أو مكاناً يرتاده عموم الناس إلا وتجد العبارات على الجدران تتحدث عن الإعجاب والشذوذ وتسجيل الذكريات السيئة. وفي السياق ذاته يعاني سور المدينة العتيقة بمدينة صفاقس من هذه الظاهرة السلبية التي لا تعدو أن تكون حالة مرضية عند البعض حيث من أهم أسبابها ضعف الوازع الديني والتربوي في نفوس النشء، واعتبار ذلك من الحرية الشخصية زاد في انتشارها. وعند مرورك بجانب سور المدينة العتيقة بصفاقس ترى أرقام هواتف مكتوبة عليه ودعوة للجنس بشكل صريح،من خلال الرسومات والشعارات، وتقليد الأفكار الدخيلة المسيئة للدين والقيم،ربّما تكون سلوكات همجية أو تفريغ العواطف المكبوتة في نفوس كاتبيها. ويعاني المحيط الخارجي للمدينة العتيقة أيضا من عدة مظاهر أفسدت قيمته التاريخية والجمالية مثل محطات التاكسيات الملاصقة للسور وفي الكثير من الأحيان يعمد مجموعة من الشرذم إلى "التبوّل" تحت السور أو في المداخل الرئيسية للمدينة العتيقة، وبالإضافة للكتابات المنتشرة على كل واجهات الحصن التاريخي إنتشرت أيضا العديد من المعلّقات واللافتات دون حسيب ولا رقيب. وفي ظل انتشار هذه السلوكيات غير المسؤولة وغياب تام للرقابة يجب تنمية المسؤولية الذاتية في الحفاظ على الممتلكات العامة بين الأطفال حتى لا يحصد المجتمع جيلا غير مدرك لأهمية الحفاظ على البيئة المحيطة به وممتلكاته العامة ومعالمه التاريخية، بالإضافة إلى ضرورة تركيز كاميرات مراقبة بالأماكن العمومية على غرار سور المدينة العتيقة بصفاقس حتى يُحاسب كلّ من يعمد إلى إرتكاب مخالفة .