يرجع تاريخ تأسيس سور مدينة سوسة إلى سنة 852 ميلاديا تقريبا ويمتد على محيط يقارب 2250 مترا يحتضن مساحة تقدر بثلاثين هكتارا وهي مساحة المدينة العتيقة. ورغم قيمته التراثية فإنه كبقية المعالم التاريخية بالجهة يشهد إهمالا واعتداءات تجاوزت كل النقاط الحمراء حيث أصبح في العديد من أنحائه وخاصة المطلة منه على محطة سيارات التاكسي الجماعي بمثابة الوحدات الصحية المفتوحة على الطريق العمومي حيث يلتجئ العديد للتبول في ظل عدم توفر وحدة صحية بالمحطة.
وبدأت الجهة السفلية لهذا السور تتآكل إضافة إلى الروائح الكريهة وحالة التلوث المقرفة على الرصيف المتاخم لهذا السور مما جعل المترجلين يجتنبون المشي عليه ويستعملون طريق السيارات والمحفوف بالمخاطر.
ولم تقف أشكال الاعتداء على هذا السور حد هذا المظهر بل تعدته إلى مظاهر أخرى منها بروز ظاهرة بناء الأكشاك الملاصقة له مثل الكشك الذي أقيم وسط المدينة، وظاهرة الكتابة والرسم على السور إضافة إلى الاكتساح الكبير للعربات والانتصاب الفوضوي على مختلف جوانب هذا السور، و الذي لا تقف مسؤولية الاعتداءات عليه حد المواطن بل تساهم فيها بقسط كبير مختلف الجهات سواء المسؤولة على حماية التراث والمعالم التاريخية أو على نظام ونظافة الجهة خاصة أن جل هذه التجاوزات ليست بالخفية وهي تقع وسط المدينة.
هذه التجاوزات حولت هذا السور الذي وصفه أبو محمد عبد الله بن التيجاني في كتابه رحلة التيجاني بقوله «سور منيع من الصخر ينتهي البحر إليه ويضرب فيه» إلى سور في وضع مريع تنتهي فيه الأوساخ والفوضى وتضرب فيه مثلما تضرب في العديد من المناطق والمعالم التاريخية الأخرى والتي بعد أن خلفت خيبة وأسف العديد من مواطني الجهة قد تعتبر أدلة عينية لسحب مدينة سوسة من قائمة التراث العالمي لليونسكو بعد خمس وعشرين سنة من قرار التسجيل.