إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار ولكن في باطنه نظر وتحقيق هذا ما قاله نابغة تونس 0بن خلدون وهذا السبيل 0تخذته اليوم في تحليلي لبعض الأحداث 0لتي جدت بتونس بعيد الإستقلال : 1) بين 9 أفريل 1956 و 25 جويلية 1957 كان بورقيبة وزيرا أولا لدى ملك البلاد، وكانت هناك مدينة أطلق عليها 0سم فيري فيل نسبة لرجل السياسة الفرنسي جول فيري ، في سنة1956 وبأمر من بورقيبة سميت منزل بورقيبة !!!!أليس هذا دليل على حلم و تسامح محمد الأمين باي مقابل نرجسية وإنانية وغطرسة وزيره ؟؟؟ 2) في 13 أوت 1956 أمضى محمد الأمين باي مجلة 0لأحوال الشخصية وهو مكسب تحسد عليه نساء تونس فلماذا العجلة يا ترى ؟ و بورقيبة كان يعلم حينها أنه سيستولي على السلطة وسينهي وجود الدولة الحسينية فلماذا لا يستأثر بشرف إمضاء قانون 0لأحوال 0لشخصية ؟ أليس في ذلك تخوف من ردة الفعل الشعبية الرجالية فأراد تخليص نفسه أو توريط الملك ؟؟ 3) كان بورقيبة محاطا بفريق فيه نسبة كبيرة من الساحل بعضهم لا يتميز بتكوين رفيع أو خبرة كبيرة ، و كأنه لا يثق في 0لآخرين أو كأنه أراد فرض واقع جديد تميل فيه موازين القوى لفائدة جهة الساحل !!! 4) في تلك الفترة أظهر بورقيبة 0ختلافه مع عبد الناصر في تعاطيه مع القضية الفلسطينة وفي رؤيته للعلاقات العربية …وهنا تميز بديبلوماسية هادئة معتدلة محايدة بعيدة عن العواطف وعن التشنج وكانت تونس أول دولة تعترف بموريتانيا بعد 0ستقلالها في حين عارض عبد الناصر دخولها الجامعة العربية لأن هؤلاء ليسوا عربا حسب زعمه …ثم أحرج بورقيبة إسرائيل حين دعا العرب في خطاب أريحا إلى قبول واقع الدولتين… 5) كانت نظرة بورقيبة ضيقة حين أغلق الزيتونة هذه القلعة العظيمة في علوم الدين وترسيخ مذهب الوسط والإعتدال و أعني المذهب المالكي ، ف0ختلط الأمر على الناس و زحفت علينا 0لأفكار المتشددة و صار بعضنا يتخذ الوهابية مذهبا له وكادت خطب عبد الحميد كشك تعوض خطب شيوخنا و وعاظنا !!! 6) ورث بورقيبة عن فرنسا بنية تحتية في مجال التعليم الإبتدائي والثانوي بالمدن الساحلية و العاصمة فأعطى أولوية إحداث مؤسسات جديدة للجهات الداخلية في حين 0حتكرت العاصمة ثم الساحل وصفاقس المؤسسات الجامعية وبلغ تعصب الزعيم لجهته حد إنشاء كليتي طب في مسافة 20 كم وهما سوسة و المنستير !!!! أعتقد أن بورقيبة رجل مهووس بالسلطة أحب تونس و أحب نفسه، تشبع بأفكار الحداثة والتنوير ولكن هذيان العظمة تمكن منه ف0رتكب أخطاء في حق البلاد و العباد بتشجيع من 0لوصوليين و الفاسدين والمنافقين