مشهد 1 : شابّ في مقتبل العمر يستعدّ لاجتياز الباكالوريا يموت غرقا وشبهة كبيرة في تورّط أعوان أمن في التسبّب في موته . مشهد 2 : نائب عن الشعب يصرّح أنّه في انتظار بيان رقم واحد ويستبطن رغبة في حدوث انقلاب عسكري .. مشهد 3 : نائب آخر عن الشعب ، يردّ عليه بضرورة قلع أشفاره وقطع جسده إربا وتوزيعها على مختلف المناطق (أو ما يشبه ذلك تقريبا).. أن يصدر عنف مادّي أو لفظي عن أشخاص عاديين ، وتتنامى الظاهرة فهذا في حدّ ذاته كارثة منبئة بخراب كبير .. أن يصدر هذا الخطاب والسلوك عن جهات رسمية (أمنية وبرلمانية ) فهذا ما بعد الكارثة .. كيف يمكن بعد ذلك أن تقنع " الدولة المارقة " مواطنيها باحترام بعضهم البعض ؟؟ اي سبيل لإقناع ما بقي من " متساكنين " بأنهم ينتمون إلى جسم واحد ، وأنّ العيش المشترك ممكن والدولة ضامنة لاستمراره ؟؟ هل يمكن لشخص بوّأه صندوق الاقتراع مكانا في مجلس نوّاب الشعب ليتجشّأ علينا رغبته في تولّي العسكر دواليب الدولة؟؟ أي " نوائب " يجوز لها أن تنادي بتقطيع جسد زميل له لمجرّد أنّه أخطأ الكلام ؟؟؟ والأمنيّ الذي تسبّب في غرق شاب ، كيف سيواجه ضميره ، بل وأبناءه وأمّه وابيه حين يسألونه عمّا فعل ؟؟ يا " أعضاء الدولة المارقة " أنتم تزرعون بخطابكم وسلوككم بذور العنف والإقتتال وترسمون صورة قاتمة لوطن هو في الأصل جميل ومتسامح .. أنتم مسؤولون عن مستقبل قبيح ومشهد قاتم وقاتل لأحلام أبنائكم ، وأحلام قوافل من الشهداء والمناضلين الذين سخّروا أفكارهم وحياتهم من أجل تونس الأجمل ، القادرة على احتضان كلّ أبنائها مهما اختلفوا .. أنتم تدفنون اليوم الصورة المشرقة لوطن حديقة يتّسع لألف زهرة وزهرة ..ويرفع إلى مرتبة القداسة كرامة الإنسان وحرمته الجسدية .. تذكّروا حليب أمّهاتكم واحفظوا قليلا من الشعر .. إلى الأصدقاء .. إلى الصادقين من أبناء تونس .. حافظوا على وطن يتّسع للجميع ، قبل أن تفيقوا على أرض قاحلة .. الأستاذ نعمان مزيد