أفادت وزارة العدل في بلاغ لها اليوم الجمعة 4 ماي 2018، أن وزير العدل غازي الجريبي أشرف يوم أمس الخميس على موكب تدشين مشروع إعادة تأهيل وتوسعة السجن المدني بالمسعدين بسوسة، وقد أكد الوزير بالمناسبة على أهمية مثل هذه المشاريع في تحسين ظروف الإيداع بالوحدات السجنية وتكريس المبادئ الدستورية المضمنة بدستور 2014 والانسجام مع المعايير الدولية في مجال المعاملة الانسانية للسجناء وتوفير أفضل ظروف الرعاية والإحاطة بهم، فضلا عن اعتماد برامج للتدريب والتأهيل للمودعين تكفل حسن اندماجهم بعد قضاء العقوبة. وذكّر غازي الجريبي بعدد من المشاريع التي هي بصدد الإنجاز من قبل الوزارة في عدد من الجهات قصد توفير فضاءات سجنية متناغمة مع مقومات المعاملة الإنسانية وغير المهينة للمودعين، كإحداث وحدة سجنية جديدة بقبلّي وتأهيل عدد من السجون بكل من برج الرومي ومرناق والرابطة والقصرين، فضلا عن المضي في تحسين إقامة السجينات بالسجن المدني بمنوبة ومراكز إصلاح الأطفال الجانحين على غرار مركز المروج وسيدي الهاني، مثمنا في ذات الوقت التعاون القائم بين وزارة العدل وعدد من الشركاء والدول الشقيقة والصديقة وفي طليعتهم الاتحاد الأوروبي الذي كان له اسهام كبير في تمويل عدد من المشاريع. كما أكد وزير العدل حرص الوزارة على مواصلة جهود تطوير المنظومة الجزائية والقيام بعديد الإصلاحات التشريعية التي من شأنها أن تفضي إلى إرساء منظومة جزائية مندمجة و متكاملة، تعتمد بشكل واضح على منظومة العقوبات البديلة وتقوم على حرفية كبرى لأعوان و إطارات السجون في التعامل مع المساجين، تلتزم باحترام مبادئ حقوق الإنسان و صيانة كرامة المودعين وحرمتهم الجسدية، مشددا أثناء جولته بين مختلف الأجنحة الجديدة والورشات ومحادثته لعدد من المودعين والمودعات على ضرورة الاستفادة من برامج التأهيل والتدريب و الاستعداد كأحسن ما يكون للعودة من جديد إلى حضيرة المجتمع كعناصر فاعلة ومنتجة. وتجدر الإشارة أن كلفة مشروع توسعة السجن المدني بالمسعدين ناهزت 5.7 مليون دينار ،وقد شملت إحداث وحدة طبية ومطبخ جديد طبق المواصفات الصحية و تجديد جميع مستلزمات النظافة وشبكات الصرف الصحي، إلى جانب بناء جناح خاص بالرجال، يحتوى مجموعة من الغرف موزعة بحسب الجنس والفئة العمرية، كما تضمن المشروع قاعات للزيارة والاتصال العائلي، إلى جانب إيلاء عناية خاصة بالسجينات الأمهات حديثي الولادة من خلال إعداد فضاء خاص بالنساء المرضعات وفضاء خاص بالألعاب للأطفال، كما شمل المشروع تحسين القدرات في مجال إعادة الإدماج المهني للمساجين من خلال إعداد وتهيئة ورشة لإعداد الحلويات وأخرى للخياطة مخصصة للنساء، بالتعاون مع المجتمع المدني.