أفاد وزير العدل غازي الجريبي، لدى تدشينه اليوم الخميس، مشروع إعادة تأهيل وتوسعة السجن المدني بالمسعدين من ولاية سوسة، بأن هذا المشروع يندرج في إطار خطة متكاملة للوزارة تهدف إلى تطوير المنظومتين القضائية والسجنية، وتكريسا للمبادئ المضمنة في الدستور. وأكد الجريبي أن الدولة تتوق إلى أن تكون قوانينها والتراتيب الصادرة عنها متفقة مع المعايير الدولية، ومتناسقة مع المبادئ الكونية لحقوق الانسان. وأبرز في هذا السياق، حرص الوزارة على ان يحافظ المواطن الذي يقضي عقوبة سجنية على حقوقه وكرامته، لافتا إلى ان الوزارة بصدد الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات المنظمات الوطنية والدولية بخصوص بعض النقائص المسجلة داخل الفضاءات السجنية، وستعمل على تلافيها. وبين أن الوزارة تسعى إلى ان يتمتع كل سجين بمساحة لا تقل عن أربعة أمتار مربعة وفق المعايير الدولية، معربا عن أمله في ان يتفق رجال القانون بتونس على تطوير تشريعات المنظومة الجزائية وإدخال بعض التحويرات عليها، بهدف التقليص من العدد الموقوفين داخل السجن دون محاكمة. وشدد على ضرورة إرساء عقوبات بديلة حقيقية، على غرار العمل لفائدة المصلحة العامة والسوار الإلكتروني، وغيرها من التقنيات التي اثبتت جدواها ونجاعتها في العديد من الأنظمة المقارنة. يذكر أن موكب تدشين السجن المدني بالمسعدين، جرى بحضور رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي بتونس باتريس برغاميني، الذي صرح في كلمة بالمناسبة بان نجاح تونس في ضمان كرامة السجين يعد دليلا آخر على أن الديمقراطية التونسية تعمل رغم عديد التحديات والصعوبات، مبرزا حرص الاتحاد الأوروبي على تقديم الدعم الكافي لتونس في مسارها لاصلاح المنظومة الجزائية وأنسنة العقاب. يشار إلى ان القسط الأول من مشروع إعادة تأهيل السجن المدني بالمسعدين، تم إنجازه بدعم مالي من الإتحاد الاروبي بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة لانجاز المشاريعUNOPS بكلفة جملية ناهزت 7ر5 مليون دينار، وذلك في إطار برنامج دعم وإصلاح المنظومة القضائية في تونس. وقد شملت اشغال التهيئة والتوسعة التي انطلقت منذ سنة 2014 بالخصوص، الأجزاء التي تم إحراقها إبان الأحداث التي رافقت الثورة سنة 2011 ، حيث سمحت التهيئة الجديدة للوحدة السجنية بالمسعدين باستيعاب حوالي 1178 نزيلا، وأكثر من 250 موظفا. كما تضمنت التهيئة بناء جناح خاص بالرجال، يحتوي على مجموعة من الغرف موزعة حسب الفئة العمرية، الى جانب إحداث وحدة طبية ومطبخ جديد وتجديد جميع مستلزمات النظافة. وقد تم كذلك إيلاء عناية خاصة بالسجينات الأمهات حديثي الولادة، من خلال اعداد فضاء خاص بالنساء المرضعات وفضاء خاص بالألعاب للأطفال.
