كلنا يتذكر اللغط و الصخب الذي صاحب اقتراح الأساتذة تقديم دروس مجانية لتدارك ما فات تلاميذ الإعدادي و الثانوي أثناء هذه العطلة.. فقد جوبه هذا الاقتراح برفض قطعي من التلاميذ و الأولياء بتعلّة أن العطلة حق للتلميذ و لا يمكن لأحد حرمانه منها… و لكن ما الذي حصل ؟ نفس هؤلاء التلاميذ و الأولياء – و ككل عطلة – نجدهم في سباق محموم نحو الدروس الخصوصية بمقابل و لم يَمْضِ يوم من العطلة إلا و نرى تلاميذ الابتدائي و الإعدادي و الثانوي متوجهين نحو الدراسة.. أو نجد الأطفال مسجونين في المحاضن و الروضات بعد أن تخلّص منهم أولياؤهم.. و كان الأجدى أن تكون العطلة فرصة للاجتماع بالعائلة و الترويح عن النفس أو السفر أو التركيز على صقل المواهب و ممارسة الهوايات المفضلة لدى الصغار.. طبعا ليس كل التلاميذ واقعين في هذه الإخلالات و لكن الظاهرة في ازدياد.. و هناك بعض الأساتذة قدّم دروسا تعويضية مجانية.. و لكن ماذا عن الدروس الخصوصية ؟ من السبب فيها ؟ أليس التلاميذ و الأولياء هم من يطلبونها قبل الأساتذة ؟ لماذا وضعوا كل المربّين ظلما في سلة واحدة على أنهم طمّاعون بلا ضمير لا يدرّسون إلا في حصص التدارك بمقابل ؟ و لقد قالوا إنما نحن نُجْبَرُ عليها حتى لا " ينتقم " منا المعلم أو الأستاذ و لكنني رأيتهم يدرسون عند المعلمين و الأساتذة المتقاعدين أو الذين لا يدرّسونهم في أقسامهم و هؤلاء لا تربطهم بهم صلة و لا يمكن أن " يهدّدوهم " كما يزعمون.. و بعد كل هذا فهم يطالبون أستاذهم المباشر بالأعداد.. و لا شيء غير الأعداد ! فإن كانت النتائج طيبة فالفضل لمن قدّم لهم الدروس الخصوصية و إن كانت سلبية فأستاذ القسم هو السبب ! و قد " يحاسبون " من قدّم لهم الدروس الخصوصية كذلك لأنها يجب أن تسرّب لهم الامتحانات ! سؤال أخير : ها قد " فعل بكم " أساتذة " التعليم العالي " أكثر ممّا " فعل بكم " أساتذة الثانوي و لكنكم صامتون رغم أن تأثير إضرابهم في مستقبل الطلبة الذين هم في المراحل النهائية من التعليم أعمق من نظيرهم في الثانوي ؟