خلنا إن مقابلة البارحة بين الإتحاد الرياضي ببن قردان والقوافل الرياضية بقفصة ستكون فرصة لتوديع الموسم الرياضي كأبهى ما يكون وذلك نظرا لأنها ستكون متلفزة على الوطنية الأولى في سهرة رمضانية إشرئبت لها الإنظار من الداخل والخارج وفي حضور عدد قليل من جماهير الفريقين لم يتجاوز الألف متفرج وسط اجرائات أمنية مشددة … تصور الجميع إن الفرصة ستكون مواتية لتقديم صورة مواتية لبطولة ترشح منتخبها إلى المونديال وإحتل المركز الرابع عشر عالميا متفوقة على أباطرة كرة القدم العالمية على غرار هولندا وإيطاليا ، تخيلنا إن هذا الطبق الرياضي سيكون خاليا من الشبهات والقيل والقال وخاصة من الفوضى والهمجية التي طغت على بطولتنا منذ زمن ليس بالبعيد … لكن ، هيهات … فما بالطبع لا يتغير … البونية والخنيفري والفوضى بجميع انواعها سجلت حضورها بإمتياز كالعادة خاصة كلما كان الفريق المفضل لرئيس الجامعة طرفا في أي مباراة .. الميدان إنسحب منه اللاعبون كما إنسحب المشاهدون من مشاهدة المقابلة تاركين المجال لعشاق الملاكمة والفكاهة في ليلة أعلن فيها حكم المقابلة رسميا عن دخول الكرة التونسية إلى قسم الإنعاش بإطلاقه لصافرة النهاية بطريقة تشوبها الكثير من التساؤلات … نهاية هذه المقابلة ، فسحت لنا المجال لمشاهدة المعنى الحقيقة لكرة القدم ، في مباراة شهدت احداثها إبداعا ونزاهة منقطعة النظير.. لا نتحدث هنا عن مباراة جرت في الدوري الإيطالي أو الإنجليزي أو غيرها من الدوريات الاوروبية الفاضلة … بل ما شاهدناه البارحة كان درسا في كرة القدم أتانا من اشقائنا الجزائريين وذلك في إطار الجولة الختامية لدوري الجزائري أن إلتقى البطل شباب قسنطينة بفريق باردو بحضور يفوق ال 40 ألف متفرج وفي طبق كروي غاية في الروعة تم تسويقه عبر قنوات الكاس القطرية كأبهى ما يكون … أجواء إحتفالية ومباراة ذات نسق فني محترم مع منشأة رياضية تقيم الدليل على أحقية الجزائر بإستضافة الألعاب المتوسطية وإن ما تم ترويجه في السابق عن منافسة بينها وبين صفاقس من أجل تنظيم هذا الحدث الرياضي ليست سوى أحلام ومسكنات لعشاق المدينة انذاك … اثر نهاية المقابلة تفاجأت بأن بطل الدوري هو نادي قسنطينة ، فدفعني الفضول إلى البحث عن ترتيب أعمدة الكرة الجزائرية على غرار المولدية وإتحاد العاصمة وسطيف … لم أجدهم لا في المركز الثاني ولا الثالث .. فقد كانت هذه المراكز من نصيب شبيبة الساورى وحسين داي وهي فرق غير معروفة وليست لها قاعدة جماهرية .. ولكن عندما تكون الكفاءة والنزاهة هي المقياس .. فإن للجميع نفس الحظوظ ، والبطولة لا تذهب إلا لمن يستحقها … فالرهان هو تمثيل الجزائر في المسابقات الإفريقية والإقليمية … وهنا ، يبدو إن أسباب تألق الأندية الجزائرية في هاته المسابقات قد أصبح مفهوما …. تماما ، كما هو الشأن بألنسبة لفشل الأندية التونسية