صفاقس لا تتوفر فيها المنتزهات ولا الاماكن التي تجمع العائلات واغلبهم يسافرون للمدن الساحلية للبحث عن القليل من الجمال والتنعم بالهواء الصافي المفقود في عاصمة التلوّث ..ما تبقى من عائلات ومن شباب يقصد المقاهي التي تفتح ابوابها على طول طريق سيدي منصور وبالطرقات واحتلت الاخضر واليابس والممرات والرصيف ونصبت فيها الشيشة والطاولات …هذه المقاهي اصبح يؤمها الشيوخ والنساء والفتيات ولا غرابة ان تشاهد فتاة ممسكة بناصية شيشة تفاح وهي تنفث دخانها في وجه كل من ينظر لها باستغراب … الهروب من حر المنازل ومن الضجر ومن تحكم الاباء والامهات والزوجات جعل الجميع يخير الهروب الى المقاهي المكان الوحيد في صفاقس للسهر وسرقة بعض تفحات النسيم التي تبقى مطلوبة حتى وهي ملوثة بما تنفثه مداخن السياب وما تخرجه السيارات من دخان وصولا الى دخان الشيشة …هذه صفاقس التي يحسدنا الكثير على تواجدنا فيها ولكن لا يعرفون الحقيقة المرّة