الأكيد أن المعطيات الموثّقة بالندوة الصحفية التي عقدتها هيئة الدفاع في قضيتي الشهيدين شكري والبراهمي ، قد خلقت حالة تشنّج لدى عدد كبير من قيادات الحركة ، خاصة إذا علمنا أن هذه الوثائق على درجة كبيرة من الخطورة ولا مجال لدحض مصداقيتها بحكم أنها مستمدّة من ملف قضائي مودع بالمحكمة .. لكن ، وإضافة إلى تداعيات المسألة على علاقة حركة النهضة بالدولة وبالمشهد السياسي الداخلي، فإن الأهمّ هو ما احدثته الندوة من ارتجاج لصورة الحركة في الخارج ، ذلك أن كل ما سعت إليه الحركة طيلة السنوات السابقة من تجميل لصورتها وخاصة خلال مؤتمرها العاشر والظهور بمظهر الحركة المدنية والمنفصلة عن حركة الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية مع ما صحب ذلك من إقصاء لقياداتها السلفية ووفصل السياسي عن الدعوي ولبس ربطة العنق ومجارات العديد من ” المبادرات الحداثية “، كل هذا البناء، وفي ظرف ساعات من الزمن بدأت أولى حجراته تنهار لدى الأطراف الدولية ، والحركة قدّمت كل التنازلات ، وسعت أقصى جهدها أن تأخذ الاحتياطات اللازمة حتّى تمرّ العاصفة التي عرفتها حركات الإسلام السياسي والنزعة الدولية المتزايدة لوصمها بالإرهاب .. الخلاصة : اهتزاز صورة حركة النهضة لدى الجهات الدولية هو الذي أزعج الحركة أكثر من أي أمر آخر ..وربّما يدفع الحركة في المستقبل القريب إلى مواقف غير محسوبة العواقب..