تحتضن مدينة توزر يومي الجمعة والسبت الأول والثاني من شهر مارس المؤتمر الدولي الثاني للتربية ويتناول موضوع « الانقطاع المدرسي أي دور للفاعل المحلي » وهو ينتظم بالشراكة بين الاكاديمية التونسية لعلوم ومهن التربية وجامعة قفصة وجامعة خميس مليانة بالجزائر بهدف البحث في السياسات التربوية في العالم العربي ودورها في خلق عدم التوازن بين المناطق من حيث التعليم وتأثيرها في الانقطاع المدرسي. ويحضر المؤتمر وفق ما أفاد به علي الفالحي منسق التظاهرة عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين من مختلف البلدان العربية باستثناء فلسطين حيث لم يتمكن الوفد الفلسطيني من الحضور ويبحث محتوى المؤتمر في النظم التربوية ودورها في خلق الفشل والانقطاع المدرسي من خلال خلق فوارق تعليمية بين الجهات إذ تبرز حسب رأيه أعلى نسب الإخفاق والانقطاع المدرسي في الشريط الحدودي الغربي. وارجع الفالحي هذا الوضع الى إلارادة السياسية الرامية الى تهميش مناطق بعينها واستراتيجيات تنموية تهمش الداخل وفق تقديره مضيفا أن الحديث عن الإصلاح التربوي لا يستقيم علميا وبيداغوجيا باعتبار أن الإصلاح التربوي لا يمكن أن يتم بالشراكات وتعدد المتدخلين بل الإصلاح يتم من الجهات المعنية فقط بتحمل مسؤوليته السياسية موضحا أن المنظمات الدولية التي تتبنى الإصلاح التربوي في تونس أو غيرها من البلدان تعمل على تسريب قيمها ومنظومتها وارادتها لهاته البلدان. واعتبر أن الإصلاح التربوي في تونس « متعطل تماما » إذ عليه أن ينبني على قيم ذاتية منها الرؤى الاجتماعية والجوانب التقنية والعلمية والأكاديمية ملاحظا أنه لا يمكن الحديث عن تنمية في ظل تعطل المنظومة التربوية باعتبارها بوابة التنمية والثقافة ومقاومة الإرهاب. ويتضمن برنامج المؤتمر محاضرات وورشات عمل تجمع الأساتذة الجامعيون بالطلبة المشاركين من جامعة قفصة ومختلف الفاعلين في القطاع التربوي. ولاحظ العديد من المشاركين من الدولة الضيفة أن ظاهرة الانقطاع المدرسي منتشرة في كافة البلدان العربية للظروف الاقتصادية والاجتماعية وأشار في هذا السياق مكي أبو بكر سعيد ديوة أستاذ بجامعة الجزيرة من دولة السودان أن هذه الظاهرة هي من أكثر الظواهر الحاحا في بلده وهي تزداد حجما وترتبط بمدى التحضر والتنمية إذ تعتبر النسب في العاصمة الخرطوم أقل بكثير من ولايات أخرى تطغى عليها المجتمعات الريفية. ومن ناحيته لاحظ محمد اللحياني أستاذ بجامعة فاس المغربية أن المغرب يعتمد مخططات لمحاربة الظاهرة منها مساعدات اجتماعية وأخرى نفسية وتعزيز دور المؤسسة التعليمية في التنشئة وخلق أنشطة موازية محفزة للتلميذ.